وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُوله.إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً.وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً [الأحزاب:33-34] | |
المرجو من الأعضاء الكرام توخي الدقة في اختيار المواضيع وتنسيقها.ووضعهها في اقسامها المخصصة لها *** رجاااء من الاخوة والأخوات اعضاء المنتدى ابلاغ الادارة باية مشاركة مخالفة.. جزاكم الله كل خير *** |
|
| شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة ( متسلسلة بدون ردود ) | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
صمتيـ غرور ..) :: عضو جديد ::
عدد المساهمات : 20 نقاط : 21 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 16/09/2010
| موضوع: شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة ( متسلسلة بدون ردود ) الجمعة سبتمبر 17, 2010 2:11 am | |
| الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ... وبعد :
أحبتي في الله .. في هذا الموضوع أحببت أن أجلب لكن بعض الفوائد التي جنيتها من كتاب سقط بين يديّ تكلم فيه مؤلفه عن أسماء الله جل وعلا وشرحها شرحاً ميسراً سهل الإدراك ...
ولأهمية الموضوع أحببت أن تكون هذه الصفحة خاصة بشرح أسماء الله الحسنى .. أسأل الله أن يعينني ويطرح في قلبي الإخلاص وفي قلوبكن الإصغاء والقبول ... لكن قبل البدء لابد أن تعرفوا عدّة أمور :
سوف أتطرق لاسم أو اسمين من أسماء الله الحسنى كل يوم خميس أشرحها من مرجعي ألا وهو كتاب : (شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة )
كتبه الشيخ : سعيد بن علي القحطاني
وراجعه الشيخ : د. عبد الله بن عبدالرحمن الجبرين
ويقول المؤلف في بداية الكتاب .( جمعت ما يسر الله لي من الأسماء الحسنى
وذكرت لكل اسم دليلاً من الكتاب أو من السنة ثم عرضت هذه الأسماء كلها على
سماحة الامام العلاّمة عبد العزيز بن عبد الله بن باز ....
فما أقرّه أُثبته وما توقف عنه أو نفاه أسقطته ...... الخ )
وهو كتاب يشرح اسماء الله الحسنى على ضوء الكتاب والسنه وبشكل مختصر ...
* * *
دعونا نبحر سوياً في هذه المعاني العظيمه والألفاظ الجليلة ونعلم كيف ندعو الله سبحانه وتعالى كما أمرنا في قوله
(( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها )) ولا تنسي أخية قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : ( إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحدا ً
من أحصاها دخل الجنة ) .. ولعل هذا الحديث هو أول ميناء سنتوقف عنده إذ لا بد من معرفة مراتب إحصاء أسماء الله الحسنى التي من أحصاها دخل الجنة .. ومن هنا أبدأ الشرح : يقول الشيخ :
مراتب إحصاء أسماء الله الحسنى التي من أحصاها دخل الجنة :.. هذا بيان مراتب إحصاء أسماء الله التي من أحصاها دخل الجنة وهذا هو قطب السعادة ومدار النجاة والفلاح . المرتبة الأولى : إحصاء ألفاظها وعددها .
المرتبة الثانية : فهم معانيها ومدلولها .
المرتبة الثالثة : دعاؤه بها كما قال تعالى (( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها )) والدعاء مرتبتان :
إحداهما : ثناء وعبادة .
والثاني : دعاء طلب ومسئلة .. فلا يثنى عليه إلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى وكذلك لا يسأل إلا بها فلا يقال : يا موجود أو يا شيء أو يا ذات اغفر لي وارحمني .. بل يـُـسئل في كل مطلوب باسم يكون مقتضياً لذلك المطلوب .. فيكون السائل متوسلاً إليه بذلك الاسم .. مثل : يا غفّار اغفر لي ... يا رزّاق ارزقني ...
الأسمـــــــــــاء الحسنى لا تحدد بعدد :
الأسماء الحسنى لا تدخل تحت حصر ولا تحدّ بعدد فإن لله تعالى أسماء وصفات استأثر بها في علم الغيب عنده لا يعلمها ملك مقرب ولا نبيّ مرسل ... كما في الحديث الصحيح : ( أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك )
فجعل أسماءه ثلاثة أقسام :
قسم سمّى به نفسه فأظهره لمن شاء من ملائكته أو غيرهم زلم ينزل به كتابه
قسم أنزل به كتابه .
وقسم استأثر به في علم الغيب فلم يطلع عليه أحد من خلقه .
هذا ما تيسر ذكره ... وبإذن الله نبدأ بشرح الأسماء بدأً من يوم الخميس القادم .. حيث انني سوف أطرح أولاً الأسماء كلها .. ومن ثم نتطرق إلى كل اسم ومعناه ...
يتبع ..
| |
| | | صمتيـ غرور ..) :: عضو جديد ::
عدد المساهمات : 20 نقاط : 21 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 16/09/2010
| موضوع: رد: شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة ( متسلسلة بدون ردود ) الجمعة سبتمبر 17, 2010 2:13 am | |
| ((( أسمـــــــــــــــــــــاء الله الحسنى )))
الله , الأول , الآخر , الظاهر , الباطن العليّ, الأعلى , المتعال , العظيم , المجيد الكبير , السميع , البصير , العليم , الخبير الحميد , العزيز , القدير , القادر , المقتدر القوي , المتين , الغني , الحكيم , الحليم العفو , الغفور , الغفار , التواب , الرقيب الشهيد , الحفيظ , اللطيف , القريب , المجيب الودود , الشاكر , الشكور , السيد , الصمد القاهر , القهار , الجبار , الحسيب , الهادي الحكم , القدوس , السلام , البر , الوهاب الرحمن , الرحيم , الكريم , الأكرم , الرؤوف الفتاح , الرازق , الرزاق , الحي , القيوم نور السماوات والأرض , الرب , الملك , المليك , مالك الملك الواحد , الأحد , المتكبر , الخالق , الخلاق البارئ , المصور , المؤمن , المهيمن , المحيط المقيت , الوكيل , ذو الجلال والإكرام , جامع الناس , بديع السماوات والأرض الكافي , الواسع , الحق , الجميل , الرفيق الحيي , الستير , الإله , القابض , الباسط المعطي , المقدم , المؤخر , المبين , المنان الوليّ , المولى , النصير , الشافي .
يقول الشيخ سعيد : جمعت الأسماء التي سأشرحها هنا ليسهل حفظها للراغبين .. وهناك أسماء ثبتت لم أدخلها في الشرح منها : المستعان , والمسعّر , والطيّب , والوت
الدرس الأول : شرح (( الأول , والآخر , والظاهر , والباطن ))
قال الله تعالى (( هو الأول والآخر والظاهر والباطن )) هذه الأسماء الأربعة المباركة قد فسرها النبي - صلى الله عليه وسلم - تفسيرا ً جامعا ً واضحا ً فقال يخاطب ربه : (( اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء , وأنت الآخر فليس بعدك شيء و أنت الظاهر فليس فوقك شيء , وأنت الباطن فليس دونك شيء )) إلى آخر الحديث , ففسّر كل اسم بعناه العظيم , ونفى عنه ما يضاده وينافيه . فتدبّر هذه المعاني الجليلة الدّالة على تفرّد الرب العظيم بالكمال المطلق والإحاطة المطلقة الزمانية في قوله : (( الأول والآخر )) والمكانية في (( الظاهر والباطن )) . (( فالأول )) يدل على أن كل ما سواه حادث كائن بعد أن لم يكن , ويوجب للعبد أن يلحظ فضل ربه في كل نعمة دينية أو دنيوية , إذ السبب والمسبب منه تعالى . (( والآخر )) يدل على أنه هو الغاية , والصمد الذي تصمد إليه المخلوقات بتألهها , ورغبتها , ورهبتها , وجميع مطالبها . (( والظاهر )) يدل على عظمة صفاته واضمحلال كل شيء عند عظمته من ذوات وصفات على علوّه . (( والباطن )) يدل على إطلاعه علىالسرائر والضمائر والخبايا والخفايا , ودقائق الأشياء , كما يدل على كمال قربه ودنوّه . ولا يتنافى الظاهر والباطن لأن الله ليس كمثله شيء في كل النعوت .
| |
| | | حفصة المغربية :: المديرة العامة ::
عدد المساهمات : 1471 نقاط : 2383 السٌّمعَة : 8 تاريخ التسجيل : 14/08/2010 الموقع : المغرب
| | | | صمتيـ غرور ..) :: عضو جديد ::
عدد المساهمات : 20 نقاط : 21 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 16/09/2010
| موضوع: رد: شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة ( متسلسلة بدون ردود ) السبت سبتمبر 18, 2010 1:02 am | |
|
الدرس الثاني :
العليّ , الأعلى , المتعال
قال الله تعالى (( ولا يئوده حفظهما وهو العليّ العظيم)) سورة البقرة آية 255 وقال تعالى (( سبح اسم ربك الأعلى)) سورة الأعلى آية 1 وقال تعالى (( عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال)) سورة الرعد آية 13
وذلك دال على أن جميع معاني العلوّ ثابتة لله من كل وجه , فله علوّ الذات , فإنه فوق المخلوقات وعلى العرش استوى أي علا وارتفع . وله علوّ القدر وهو علوّ صفاته وعظمتها فلا يماثله صفة مخلوق , بل لا يقدر الخلائق كلهم أن يحيطوا ببعض معاني صفة واحده من صفاته قال تعالى (( ولا يحيطون به علما ))سورة طه آية 110 وبذلك يـُـعلم أنه ليس كمثله شيء في كل نعوته , وله علوّ القهر فإنه الواحد القهار الذي قهر بعزّته وعلوّه الخلق كلهم فنواصيهم بيده وما شاء كان .. لا يمانعه فيه ممانع , وما لم يشأ لم يكن .. فلو اجتمع الخلق على إيجاد ما لم يشأه الله لم يقدروا , ولو اجتمعوا على منع ما حكمت به مشيئته لم يمنعوه , وذلك لكمال اقتداره , ونفوذ مشيئته , وشدة افتقار المخلوقات كلها إليه من كل وجه .
| |
| | | صمتيـ غرور ..) :: عضو جديد ::
عدد المساهمات : 20 نقاط : 21 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 16/09/2010
| موضوع: رد: شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة ( متسلسلة بدون ردود ) السبت سبتمبر 18, 2010 1:04 am | |
| الدرس الثــــــــالث : { العظيـــــــــــــــــم }
قال الله تعالى : (( ولا يئوده حفظهما وهو العليّ العظيــم )) الله تعالى عظيم له كل وصف ومعنى يوجب التعظيم , فلا يقدر مخلوق أن يثني عليه كما ينبغي له ولا يحصي ثناءً عليه , بل هو كما أثنى على نفسه وفوق ما يثني عليه عباده .
واعلم ان معاني التعظيم الثابتة لله وحده نوعان :
# أحدهما أنه موصوف بكل صفة كمال , وله من ذلك الكمال أكمله , وأعظمه , وأوسعه ,فله العلم المحيط والقدرة النافذة والكبرياء والعظمة , ومن عظمته أن السماوات والأرض في كفّ الرحمن أصغر من الخردلة .. كما قال ذلك ابن عباس وغيره , وقال تعالى : (( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا ً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه )) وقال تعالى : (( إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتآ إن أمسكهما من أحد ٍ من بعده )) وقال تعالى وهو العليّ العظيم : (( تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن )) وفي الصحيح عنه - صلى الله عليه وسلم - {{ إن الله يقول الكبرياء ردائي والعظمة إزاري , فمن نازعني واحدا ً منهما عذّبته }} فلله تعالى الكبرياء والعظمة , والوصفان اللذان لا يـُـقدّر قدرهما ولا يـُـبلغ كنههما .
# النوع الثاني من معاني عظمته تعالى أنه لا يستحق أحد من الخلق أن يعظّم كما يعظّم الله , فيستحق جلّ جلاله من عباده أن يعظّموه بقلوبهم و ألسنتهم وجوارحهم , وذلك ببذل الجهد في معرفته ومحبته والذل له والانكسار له والخضوع لكبريائه والخوف منه وإعمال اللسان بالثناء عليه وقيام الجوارح بشكره وعبوديته .
ومن تعظيمه أن يتـّـقى حق تقاته , فيطاع فلا يعصى , ويُذكر فلا يُنسى , ويُشكر فلا يكفر . ومن تعظيمه تعظيم ما حرّمه وشرعه من زمان ومكان وأعمال (( ذلك ومن يعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب )) وقال تعالى : (( ذلك ومن يعظّم حرمات الله فهو خير له عند ربه ))
ومن تعظيمه أن لا يُعترض على شيء مما خلقه أو شرعه .
إلى هنا نكون قد انتهينا من شرح اسم الله (( العظيم )) ومهما أُلفت المجلدات في شرح أسماء الله فلن تحصيها عددا ولا وصفا ولا ذكرا ..
| |
| | | صمتيـ غرور ..) :: عضو جديد ::
عدد المساهمات : 20 نقاط : 21 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 16/09/2010
| موضوع: رد: شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة ( متسلسلة بدون ردود ) السبت سبتمبر 18, 2010 1:05 am | |
| ((المجيـــــــــــ د ))
المجيد الذي له المجد العظيم , والمجد هو عظمة الصفات وسعتها , فكل وصف من أوصافه عظيم شأنه : فهو العليم
الكامل في علمه , الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء , القدير الذي لا يعجزه شيء , الحليم الكامل في حلمه , الحكيم
الكامل في حكمته .. إلى بقية أسمائه وصفاته التي بلغت غاية المجد فليس في شيء منها قصور أو نقصان
قال الله تعالى : { رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد }
(( الكبيـــــــر ))
وهو سبحانه وتعالى الموصوف بصفات المجد والكبرياء والعظمة والجلال , الذي هو أكبر من كل شيء وأعظم من كل
شيء , وأجل وأعلى .
وله التعظيم والإجلال في قلوب أوليائه وأصفيائه .. قد ملئت قلوبهم من تعظيمه وإجلاله والخضوع له والتذلل لكبريائه
قال الله تعالى : { ذلك بأنه إذا دُعيَ الله وحده كفرتم و إن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العليّ
| |
| | | صمتيـ غرور ..) :: عضو جديد ::
عدد المساهمات : 20 نقاط : 21 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 16/09/2010
| موضوع: رد: شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة ( متسلسلة بدون ردود ) السبت سبتمبر 18, 2010 1:07 am | |
| الدرس الخـــــــــــــامس : (( السميـــــــــــــــع , البصيــــــــــر ))
@ السميــــــــــــع :
قال الله تعالى : { وكان الله سميعاً بصيراً } وكثيراً ما يقرن الله بين صفة السمع والبصر , فكل من السمع والبصر محيط بجميع متعلقاته الظاهرة والباطنة , فالسميع الذي أحاط سمعه بجميع المسموعات , فكل ما في العالم العلوي والسفلي من الأصوات يسمعها , سرّها وعلنها وكأنها لديه صوت واحد , لا تختلط عليه الأصوات , ولا تخفى عليه جميع اللغات والقريب منها والبعيد والسر والعلانية عنده سواء { سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف باليل وسارب بالنهار } { قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير } قالت عائشة رضي الله عنها : تبارك الذي وسع سمعه الأصوات , لقد جاءت المجادِلة تشتكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا في جانب الحجرة , وإنه ليخفى عليّ بعض كلامها فأنزل الله : { قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها } الآية . وســــمعه تعالى نوعان :
& أحدهما سمعه لجميع الأصوات الظاهرة والباطنة الخفيّة والجليّة , وإحاطته التامة بها . & الثاني سمع الإجابة منه للسائلين والداعين والعابدين فيجيبهم ويثيبهم , ومنه قوله تعالى : { إن ربي لسميع الدعاء } وقول المصلي (( سمع الله لمن حمده )) أي استجاب .
@البصيـــــــــر :
الذي أحاط بصره بجميع المبصرات في أقطار الأرض والسماوات حتى أخفى ما يكون فيها , فيرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصمّاء في الليلة الظلماء وجميع أعضائها الباطنة والظاهرة وسريان القوت في أعضائها الدقيقة ويرى سريان المياه في أغصان الأشجار وعروقها وجميع النباتات على اختلاف أنواعها و صغرها ودقتها , ويرى نياط عروق النملة والنحلة والبعوضة وأصغر من ذلك . فسبحان من تحيّرت العقول في عظمته , وسعة متعلقات صفاته , وكمال عظمته ولطفه وخبرته بالغيب والشهادة والحاضر والغائب , ويرى خيانات الأعين وتقلبات الأجفان وحركات الجنان .. قال تعالى : { الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين إنه هو السميع العليم } { يعلم خانة الأعين وما تخفي الصدور } { والله على كل شيء شهيد } أي مطلع ومحيط علمه وبصره وسمعه بجميع الكائنات .
| |
| | | صمتيـ غرور ..) :: عضو جديد ::
عدد المساهمات : 20 نقاط : 21 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 16/09/2010
| موضوع: رد: شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة ( متسلسلة بدون ردود ) السبت سبتمبر 18, 2010 1:08 am | |
| الدرس الســـــــــــــــــادس : (( العليــــــــــــــم الخبيـــــــــــر ))
قال الله تعالى : { وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير } { إن الله بكل شيء عليم } فهو العليم المحيط علمه بكل شيء : بالواجبات , والممتنعات , والممكنات , فيعلم تعالى نفسه الكريمة , ونعوته المقدسة وأوصافة العظيمة , وهي الواجبات التي لا يمكن إلا وجودها , ويعلم الممتنعات حال امتناعها , ويعلم ما يترتب على وجودها لو وُجدت . كما قال تعالى : { لو كان فيهما ءالهة إلا الله لفسدتا } .. وقال تعالى : { ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذاً لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض } فهذا وشبهه من ذكر علمه بالممتنعات التي يعلمها , وإخباره بما ينشأ عنها لو وُجدت على وجه الفرض والتقدير , ويعلم تعالى الممكنات وهي التي يجوز وجودها وعدمها ما وجد منها وما لم يوجد مما لم تقتض الحكمة إيجاده , فهو العليم الذي أحاط علمه بالعالم العلوي والسفلي .. لايخلو عن علمه مكان ولا زمان ويعلم الغيب والشهادة , والظواهر والبواطن والجليّ والخفيّ .. قال الله تعالى : { إن الله بكل شيء عليم } والنصوص في ذكر إحاطة علم الله وتفصيل دقائق معلوماته كثيرة جداً لا يمكن حصرها وإحصاؤها , وأنّه لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر , وأنّه لا يغفل ولا ينسى , وأنّ علوم الخلائق على سعتها وتنوعها إذا نسبت إلى علم الله اضمحلت وتلاشت , كما أن قُدرَهم إذا نسبت إلى قدرة الله لم يكن لها نسبة إليها بوجه من الوجوه , فهو الذي علّمهم مالم يكونوا يعلمون , وأقدرهم على ما لم يكونوا عليه قادرين . وكما أن علمه محيط بجميع العالم العلوي والسفلي , وما فيه من المخلوقات ذواتها وأوصافها وأفعالها وجميع أمورها فهو يعلم ما كان وما يكون في المستقبلات التي لا نهاية لها , وما لم يكن لو كان كيف يكون , ويعلم أحوال المكلفين منذ أنشأهم وبعدما يميتهم وبعدما يحييهم , فقد أحاط علمه بأعمالهم كلها خيرها وشرها وجزاء تلك الأعمال وتفاصيل ذلك في دار القرار . والخــــــــــــــــلاصة أن الله تعالى هو الذي أحاط علمه بالظواهر والبواطن , والإسرار والإعلان , بالواجبات والمستحيلات والممكنات , وبالعالم العلوي والسفلي .. وبالماضي والحاضر والمستقبل فلا يخفى عليه شيء من الأشياء ..
| |
| | | صمتيـ غرور ..) :: عضو جديد ::
عدد المساهمات : 20 نقاط : 21 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 16/09/2010
| موضوع: رد: شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة ( متسلسلة بدون ردود ) السبت سبتمبر 18, 2010 1:12 am | |
| الدرس الســــــــابع : (( الحميــــــــــــــــــــد ))
قال الله تعالى : { يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغنيّ الحميد }
ذكر ابن القيّم رحمه الله تعالى أن الله حميـــد من وجهيــن :
@ أحدهمـــا : أن جميع المخلوقات ناطقة بحمده , فكل حمد وقع من أهل السماوات والأرض الأولين منهم والآخرين وكل حمد لم يقع منهم بل كان مفروضا ً ومقدّرا ً حيثما تسلسلت الأزمان واتصلت الأوقات .. حمدا ً يملأ الوجود كلّه العالم العلوي والسفلي , ويملأ نظير الوجود من غير عدّ ولا إحصاء ,, فإن الله تعالى مستحقه من وجوه كثيرة :
منها أن الله هو الذي خلقهم ورزقهم و أسدى عليهم النعم الظاهرة والباطنة .. الدينية والدنيوية , وصرف عنهم النقم والمكاره .. فما بالعباد من نعمة فمن الله , ولا يدفع الشرور إلا هو .. فيستحق منهم أن يحمدوه في جميع الأوقات وأن يثنوا عليه ويشكروه بعدد اللحظات .
@ الوجه الثاني : أنه يُحمد على ما له من الأسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا والمدائح والمحامد والنعوت الجليلة الجميلة , فله كل صفة كمال وله من تلك الصفة أكملها و أعظمها , فكل صفة من صفاته يستحق عليها أكمل الحمد والثناء , فكيف بجميع الأوصاف المقدسة .. فله الحمـــــــد لذاته , وله الحمد لصفــاته , وله الحمد لأفعالــه ؛ لأنها دائرة بين أفعال الفضل و الإحسان وبين أفعال العدل والحكمة التي يستحق عليها كمال الحمد
وله الحمد على خلقه , وعلى شرعه , وعلى أحكامه القدريّة , وأحكامه الشرعيّة , وأحكام الجزاء في الأولى والآخرة وتفاصيل حمـــــده وما يُحمد عليه لا تحيط بها الأفكار ولا تحصيها الأقلام .. الدرس الســــــــابع : (( الحميــــــــــــــــــــد ))
قال الله تعالى : { يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغنيّ الحميد }
ذكر ابن القيّم رحمه الله تعالى أن الله حميـــد من وجهيــن :
@ أحدهمـــا : أن جميع المخلوقات ناطقة بحمده , فكل حمد وقع من أهل السماوات والأرض الأولين منهم والآخرين وكل حمد لم يقع منهم بل كان مفروضا ً ومقدّرا ً حيثما تسلسلت الأزمان واتصلت الأوقات .. حمدا ً يملأ الوجود كلّه العالم العلوي والسفلي , ويملأ نظير الوجود من غير عدّ ولا إحصاء ,, فإن الله تعالى مستحقه من وجوه كثيرة :
[b]منها أن الله هو الذي خلقهم ورزقهم و أسدى عليهم النعم الظاهرة والباطنة .. الدينية والدنيوية , وصرف عنهم النقم والمكاره .. فما بالعباد من نعمة فمن الله , ولا يدفع الشرور إلا هو .. فيستحق منهم أن يحمدوه في جميع الأوقات وأن يثنوا عليه ويشكروه بعدد اللحظات .
@ الوجه الثاني : أنه يُحمد على ما له من الأسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا والمدائح والمحامد والنعوت الجليلة الجميلة , فله كل صفة كمال وله من تلك الصفة أكملها و أعظمها , فكل صفة من صفاته يستحق عليها أكمل الحمد والثناء , فكيف بجميع الأوصاف المقدسة .. فله الحمـــــــد لذاته , وله الحمد لصفــاته , وله الحمد لأفعالــه ؛ لأنها دائرة بين أفعال الفضل و الإحسان وبين أفعال العدل والحكمة التي يستحق عليها كمال الحمد
وله الحمد على خلقه , وعلى شرعه , وعلى أحكامه القدريّة , وأحكامه الشرعيّة , وأحكام الجزاء في الأولى والآخرة وتفاصيل حمـــــده وما يُحمد عليه لا تحيط بها الأفكار ولا تحصيها الأقلام .. الدرس الســــــــابع : (( الحميــــــــــــــــــــد ))
قال الله تعالى : { يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغنيّ الحميد }
ذكر ابن القيّم رحمه الله تعالى أن الله حميـــد من وجهيــن :
@ أحدهمـــا : أن جميع المخلوقات ناطقة بحمده , فكل حمد وقع من أهل السماوات والأرض الأولين منهم والآخرين وكل حمد لم يقع منهم بل كان مفروضا ً ومقدّرا ً حيثما تسلسلت الأزمان واتصلت الأوقات .. حمدا ً يملأ الوجود كلّه العالم العلوي والسفلي , ويملأ نظير الوجود من غير عدّ ولا إحصاء ,, فإن الله تعالى مستحقه من وجوه كثيرة :
[b]منها أن الله هو الذي خلقهم ورزقهم و أسدى عليهم النعم الظاهرة والباطنة .. الدينية والدنيوية , وصرف عنهم النقم والمكاره .. فما بالعباد من نعمة فمن الله , ولا يدفع الشرور إلا هو .. فيستحق منهم أن يحمدوه في جميع الأوقات وأن يثنوا عليه ويشكروه بعدد اللحظات .
@ الوجه الثاني : أنه يُحمد على ما له من الأسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا والمدائح والمحامد والنعوت الجليلة الجميلة , فله كل صفة كمال وله من تلك الصفة أكملها و أعظمها , فكل صفة من صفاته يستحق عليها أكمل الحمد والثناء , فكيف بجميع الأوصاف المقدسة .. فله الحمـــــــد لذاته , وله الحمد لصفــاته , وله الحمد لأفعالــه ؛ لأنها دائرة بين أفعال الفضل و الإحسان وبين أفعال العدل والحكمة التي يستحق عليها كمال الحمد
وله الحمد على خلقه , وعلى شرعه , وعلى أحكامه القدريّة , وأحكامه الشرعيّة , وأحكام الجزاء في الأولى والآخرة وتفاصيل حمـــــده وما يُحمد عليه لا تحيط بها الأفكار ولا تحصيها الأقلام .. الدرس الســــــــابع : (( الحميــــــــــــــــــــد ))
قال الله تعالى : { يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغنيّ الحميد }
ذكر ابن القيّم رحمه الله تعالى أن الله حميـــد من وجهيــن :
@ أحدهمـــا : أن جميع المخلوقات ناطقة بحمده , فكل حمد وقع من أهل السماوات والأرض الأولين منهم والآخرين وكل حمد لم يقع منهم بل كان مفروضا ً ومقدّرا ً حيثما تسلسلت الأزمان واتصلت الأوقات .. حمدا ً يملأ الوجود كلّه العالم العلوي والسفلي , ويملأ نظير الوجود من غير عدّ ولا إحصاء ,, فإن الله تعالى مستحقه من وجوه كثيرة :
[b]منها أن الله هو الذي خلقهم ورزقهم و أسدى عليهم النعم الظاهرة والباطنة .. الدينية والدنيوية , وصرف عنهم النقم والمكاره .. فما بالعباد من نعمة فمن الله , ولا يدفع الشرور إلا هو .. فيستحق منهم أن يحمدوه في جميع الأوقات وأن يثنوا عليه ويشكروه بعدد اللحظات .
@ الوجه الثاني : أنه يُحمد على ما له من الأسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا والمدائح والمحامد والنعوت الجليلة الجميلة , فله كل صفة كمال وله من تلك الصفة أكملها و أعظمها , فكل صفة من صفاته يستحق عليها أكمل الحمد والثناء , فكيف بجميع الأوصاف المقدسة .. فله الحمـــــــد لذاته , وله الحمد لصفــاته , وله الحمد لأفعالــه ؛ لأنها دائرة بين أفعال الفضل و الإحسان وبين أفعال العدل والحكمة التي يستحق عليها كمال الحمد
وله الحمد على خلقه , وعلى شرعه , وعلى أحكامه القدريّة , وأحكامه الشرعيّة , وأحكام الجزاء في الأولى والآخرة وتفاصيل حمـــــده وما يُحمد عليه لا تحيط بها الأفكار ولا تحصيها الأقلام ..
| |
| | | صمتيـ غرور ..) :: عضو جديد ::
عدد المساهمات : 20 نقاط : 21 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 16/09/2010
| موضوع: رد: شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة ( متسلسلة بدون ردود ) السبت سبتمبر 18, 2010 1:15 am | |
| (( الحليـــــــــــــــــم ))
قال الله تعالى : { واعلموا أن الله غفور حليم } الذي يَدِرُّ على خلقه النعم الظاهرة والباطنة مع معاصيهم وكثرة زلاتهم .. فيحلم عن مقابلة العاصين بعصيانهم . ويستعتبهم كي لا يتوبوا .. ويمهلهم كي لا ينيبوا .. وهو الذي له الحلم الكامل الذي وسع أهل الكفر والفسوق والعصيان حيث أمهلهم ولم يعاجلهم بالعقوبة ليتوبوا .. ولو شاء لأخذهم بذنوبهم فور صدورها منهم .. فإن الذنوب تقتضي ترتب آثارها عليها من العقوبات العاجلة المتنوعة ولكن حلمه سبحانه هو الذي اقتضى امهالهم كما قال تعالى : { ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيراً } وقال تعالى : { ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون } (( الرقيـــــــــــــــــب )) (( الحليــــــــــــــــــــــــــــــــــــم ))
قال الله تعالى : { واعلموا أن الله غفور حليم } الذي يَدِرُّ على خلقه النعم الظاهرة والباطنة مع معاصيهم وكثرة زلاتهم .. فيحلم عن مقابلة العاصين بعصيانهم . ويستعتبهم كي لا يتوبوا .. ويمهلهم كي لا ينيبوا .. وهو الذي له الحلم الكامل الذي وسع أهل الكفر والفسوق والعصيان حيث أمهلهم ولم يعاجلهم بالعقوبة ليتوبوا .. ولو شاء لأخذهم بذنوبهم فور صدورها منهم .. فإن الذنوب تقتضي ترتب آثارها عليها من العقوبات العاجلة المتنوعة ولكن حلمه سبحانه هو الذي اقتضى امهالهم كما قال تعالى : { ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيراً } وقال تعالى : { ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون } (( الرقيــــــــــــــــــــــــــــــب )) المطلع على ما أكنته الصدور .. القائم على كل نفس بما كسبت .. قال الله تعالى : { إن الله كان عليكم رقيبا } والرقيب هو سبحانه الذي حفظ المخلوقات و أجراها على أحسن نظام و أكمل تدبير . المطلع على ما أكنته الصدور .. القائم على كل نفس بما كسبت .. قال الله تعالى : { إن الله كان عليكم رقيبا } والرقيب هو سبحانه الذي حفظ المخلوقات و أجراها على أحسن نظام و أكمل تدبير . | |
| | | صمتيـ غرور ..) :: عضو جديد ::
عدد المساهمات : 20 نقاط : 21 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 16/09/2010
| موضوع: رد: شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة ( متسلسلة بدون ردود ) السبت سبتمبر 18, 2010 1:16 am | |
| (( الحكيــــــــــــــــــــــــــــــم ))
قال الله تعالى : { وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير }
هو تعالى (الحكيم ) الموصوف بكمال الحكمة وبكمال الحكم بين المخلوقات، فالحكيم هو واسع العلم والإطلاع على مبادئ الأمور وعواقبها ، واسع الحمد، تام القدرة ، غزير الرحمة فهو الذي يضع الأشياء مواضعها، وينزلها منازلها اللائقة بها في خلقه وأمره، فلا يتوجه إليه سؤال، ولا يقدح في حكمته مقال .
وحكمته نوعان : أحدهما : الحكمة في خلقه، فإنه خلق الخلق بالحق ومشتملاً على الحق، وكان غايته والمقصود به الحق، خلق المخلوقات كلها بأحسن نظام ، ورتبها أكمل ترتيب ، وأعطى كل مخلوق خلقه اللائق به بل أعطى كل جزء من أجزاء المخلوقات وكل عضو من أعضاء الحيوانات خلقته وهيئته ، فلا يرى أحد في خلقه خللاً، ولا نقصاً ، ولا فطوراً ، فلو اجتمعت عقول الخلق من أولهم إلى آخرهم ليقترحوا مثل خلق الرحمن أو ما يقارب ما أودعه في الكائنات من الحسن والانتظام والإتقان لم يقدروا ، وأنى لهم القدرة على شيء من ذلك وحسب العقلاء الحكماء منهم أن يعرفوا كثيراً من حكمه ، ويطَّلعوا على بعض ما فيها من الحسن والإتقان . وهذا أمر معلوم قطعاً بما يعلم من عظمته وكمال صفاته وتتبع حكمه في الخلق والأمر ، وقد تحدى عباده وأمرهم أن ينظروا ويكرروا النظر والتأمل هل يجدون في خلقه خللا أو نقصاً ، وأنه لا بد أن ترجع الأبصار كليلة عاجزة عن الانتقاد على شيء من مخلوقاته .
النوع الثاني: الحكمة في شرعه وأمره ، فإنه تعالى شرع الشرائع ، وأنزل الكتب ، وأرسل الرسل ليعرفه العباد ويعبدوه ، فأي حكمه أجلّ من هذا ، وأي فضل وكرم أعظم من هذا، فأن معرفته تعالى وعبادته وحده لا شريك له ، وإخلاص العمل له وحمده، وشكره والثناء عليه أفضل العطايا منه لعباده على الإطلاق ، وأجلُّ الفضائل لمن يمنَّ الله عليه بها. وأكمل سعادة وسرور للقلوب والأرواح ، كما أنها هي السبب الوحيد للوصول إلى السعادة الأبدية والنعيم الدائم ، فلو لم يكن في أمره وشرعه، إلا هذه الحكمة العظيمة التي هي أصل الخيرات، وأكمل اللذات ، ولأجلها خلقت الخليقة وحق الجزاء وخلقت الجنة والنار ، لكانت كافية شافية . هذا وقد اشتمل شرعه ودينه على كل خير ، فأخباره تملأ القلوب علماً ، ويقيناً ، وإيماناً، وعقائد صحيحة، وتستقيم بها القلوب ويزول انحرافها، وتثمر كل خلُق جميل ، وعمل صالح وهدى ورشد . وأوامره ونواهيه محتوية على غاية الحكمة والصلاح والإصلاح للدين والدنيا ، فإنه لا يأمر إلا بما مصلحته خالصة أو راجحة ، ولا ينهى إلا عما مضرته خالصة أو راجحة.
ومن حكمة الشرع الإسلامي أنه كما أنه هو الغاية لصلاح القلوب ، والأخلاق ، والأعمال، والاستقامة على الصراط المستقيم، فهو الغاية لصلاح الدنيا، فلا تصلح أمور الدنيا صلاحاً حقيقياً إلا بالدين الحق الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ، وهذا مشاهد محسوس لكل عاقل ، فإنَّ أمة محمد لما كانوا قائمين بهذا الدين أصوله وفروعه وجميع ما يهدي ويرشد إليه ، كانت أحوالهم في غاية الاستقامة والصلاح ، ولما انحرفوا عنه وتركوا كثيراً من هداه ولم يسترشدوا بتعاليمه العالية، انحرفت دنياهم كما انحرف دينهم. وكذلك انظر إلى الأمم الأخرى التي بلغت في القوة، والحضارة والمدنية مبلغاً هائلاً، ولكن لما كانت خالية من روح الدين ورحمته وعدله، كان ضررها أعظم من نفعها، وشرها أكبر من خيرها وعجز علماؤها وحكماؤها وساستها عن تلافي الشرور الناشئة عنها، ولن يقدروا على ذلك ما داموا على حالهم . ولهذا كان من حكمته تعالى أن ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من الدين والقرآن أكبر البراهين على صدقه وصدق ما جاء به ، لكونه محكماً كاملاً لا يحصل إلا به.
وبالجملة فالحكيم متعلقاته المخلوقات والشرائع، وكلها في غاية الإحكام، فهو الحكيم في أحكامه القدرية، وأحكامه الشرعية، وأحكامه الجزائية، والفرق بين أحكام القدر وأحكام الشرع أن القدر متعلق بما أوجده وكوَّنه وقدَّره ، وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. وأحكام الشرع متعلِّقة بما شرعه. والعبد المربوب لا يخلو منهما أو من أحدهما، فمن فعل منهم ما يحبه الله ويرضاه فقد اجتمع فيه الحكمان، ومن فعل ما يضاد ذلك فقد وجد فيه الحكم القدري ، فإن ما فعله واقع بقضاء الله وقدره ولم يوجد في الحكم الشرعي لكونه ترك ما يحبه الله ويرضاه . فالخير والشر والطاعات، والمعاصي كلها متعلقة وتابعة للحكم القدري ، وما يحبه الله منها هو تابع الحكم الشرعي ومتعلَّقه . والله أعلم.
| |
| | | صمتيـ غرور ..) :: عضو جديد ::
عدد المساهمات : 20 نقاط : 21 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 16/09/2010
| موضوع: رد: شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة ( متسلسلة بدون ردود ) السبت سبتمبر 18, 2010 1:18 am | |
| (( العفو ، الغفور ، الغفار )) قال الله تعالى : { إن الله لعفو غفور} الذي لم يزل، ولا يزال بالعفو معروفاً، وبالغفران والصفح عن عباده موصوفاً . كل أحد مضطر إلى عفوه ومغفرته ، كما هو مضطر إلى رحمته وكرمه. وقد وعد بالمغفرة والعفو ، لمن أتى بأسبابها ، قال تعالى : { وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى }. والعفوُّ هو الذي له العفو الشامل الذي وسع ما يصدر من عباده من الذنوب، ولا سيما إذا أتوا بما يسبب العفو عنهم من الاستغفار، والتوبة، والإيمان، والأعمال الصالحة فهو سبحانه يقبل التوبة، عن عباده ويعفو عن السيئات، وهو عفو يحب العفو ويحب من عباده أن يسعوا في تحصيل الأسباب التي ينالون بها عفوه: من السعي في مرضاته، والإحسان إلى خلقه . ومن كمال عفوه أنه مهما أسرف العبد على نفسه ثم تاب إليه ورجع غفر له جميع جرمه صغيره وكبيره، وأنه جعل الإسلام يجب ما قبله، والتوبة تجب ما قبلها قال الله تعالى : { قل يا عبادي الذي أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إنه يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم } وفي الحديث ( إن الله يقول ): ((يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة )) وقال تعالى : {إن ربك واسع المغفرة } وقد فتح الله عز وجل الأسباب لنيل مغفرته بالتوبة ، والاستغفار، والإيمان ، والعمل الصالح ، والإحسان إلى عباد الله ، والعفو عنهم ، وقوة الطمع في فضل الله ، وحسن الظن بالله وغير ذلك مما جعله الله مقرباً لمغفرته .
#######################################################
(( التــــــــــــواب ))
قال الله تعالى : { ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم }
(التواب) الذي لم يزل يتوب على التائبين ، ويغفر ذنوب المنيبين. فكل من تاب إلى الله توبة نصوحاً ، تاب الله عليه . فهو التائب على التائبين : أولا بتوفيقهم للتوبة والإقبال بقلوبهم إليه. وهو التائب عليهم بعد توبتهم، قبولاً لها،وعفواً عن خطاياهم. وعلى هذا تكون توبته على عبده نوعان : أحدهما: يوقع في قلب عبده التوبة إليه والإنابة إليه، فيقوم بالتوبة وشروطها من الإقلاع عن المعاصي ، والندم على فعلها ، والعزم على أن لا يعود إليها. واستبدالها بعمل صالح . والثاني: توبته على عبده بقبولها وإجابتها ومحو الذنوب بها، فإن التوبة النصوح تجبُّ ما قبلها .
| |
| | | صمتيـ غرور ..) :: عضو جديد ::
عدد المساهمات : 20 نقاط : 21 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 16/09/2010
| موضوع: رد: شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة ( متسلسلة بدون ردود ) السبت سبتمبر 18, 2010 1:19 am | |
| | |
| | | صمتيـ غرور ..) :: عضو جديد ::
عدد المساهمات : 20 نقاط : 21 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 16/09/2010
| موضوع: رد: شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة ( متسلسلة بدون ردود ) السبت سبتمبر 18, 2010 1:21 am | |
|
(( اللطيــــــــــف ))قال الله تعالى : { الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز} وقال تعالى : { لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير} .(اللطيف) من أسمائه الحسنى ، وهو الذي يلطف بعبده في أموره الداخلية المتعلقة بنفسه، ويلطف بعبده في الأمور الخارجية عنه ، فيسوقه ويسوق إليه ما به صلاحه من حيث لا يشعر. وهذا من آثار علمه وكرمه ورحمته، فلهذا كان معنى اللطيف نوعين : 1) أنه الخبير الذي أحاط علمه بالأسرار والبواطن والخبايا والخفايا ومكنونات الصدور ومغيبات الأمور ، وما لطف ودقّ من كل شيء . 2) النوع الثاني: لطفه بعبده ووليه الذي يريد أن يتمَّ عليه إحسانه، ويشمله بكرمه ويرقيه إلى المنازل العالية فييسره لليسرى ويجنبه العسرى ، ويجري عليه من أصناف المحن التي يكرهها وتشق عليه ، وهي عين صلاحه والطريق إلى سعادته، كما امتحن الأنبياء بأذى قومهم وبالجهاد في سبيله، وكما ذكر الله عن يوسف صلى الله عليه وسلم وكيف ترقت به الأحوال ولطف الله به وله بما قدَّره عليه من تلك الأحوال التي حصل له في عاقبتها حسن العقبى في الدنيا والآخرة، وكما يمتحن أولياءه بما يكرهونه لينيلهم ما يحبون .فكم لله من لطف وكرم لا تدركه الأفهام ، ولا تتصوره الأوهام ، وكم استشرف العبد على مطلوب من مطالب الدنيا من ولاية، أو رياسة، أو سبب من الأسباب المحبوبة، فيصرفه الله عنها ويصرفها عنه رحمة به لئلا تضره في دينه ، فيظل العبد حزيناً من جهله وعدم معرفته بربه ، ولو علم ما ذخر له في الغيب وأريد إصلاحه فيه لحمد الله وشكره على ذلك ، فإن الله بعباده رؤوف رحيم لطيف بأوليائه، وفي الدعاء المأثور : (( اللهم ما رزقتني مما أحب فاجعله قوة لي فيما تحب ، وما زويت عني مما أحب فاجعله فراغاً لي فيما تحب )) .(( الحكـــــــم ))قال الله تعالى : { فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين} وقال تعالى : { وتمت كلمت ربك صدقاً وعدلاً لا مبدل لكلماته} وقال تعالى : { إن الله يأمر بالعدل والإحسان } وقال صلى الله عليه وسلم : (( إن الله هو الحكم وإليه الحكم )) وقال تعالى : { أفغير الله أبتغي حكماً وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلاً } الآية. والله سبحانه هو الذي يحكم بين عباده في الدنيا والآخرة بعدله وقسطه فلا يظلم مثقال ذرة ، ولا يحمل أحداً وزر أحد، ولا يجازي العبد بأكثر من ذنبه ويؤدي الحقوق إلى أهلها. فلا يدع صاحب حق إلا وصل إليه حقه . وهو العدل في تدبيره وتقديره . وهو سبحانه موصوف بالعدل في فعله، وأفعاله كلها جارية على سنن العدل والاستقامة ليس فيها شائبة جور أصلاً، فهي كلها بين الفضل والرحمة، وبين العدل والحكمة كما قدمنا.وما ينزله سبحانه بالعصاة والمكذبين من أنواع الهلاك والخزي في الدنيا، وما أعده لهم من العذاب المهين في الآخرة فإنما فعل بهم ما يستحقونه فإنه لا يأخذ إلا بذنب، ولا يعذب إلا بعد إقامة الحجة ، وأقواله كلها عدل، فهو لا يأمرهم إلا بما فيه مصلحة خالصة أو راجحة. ولا ينهاهم إلا عما مضرته خالصة أو راجحة وكذلك حكمه بين عباده يوم فصل القضاء، ووزنه لأعمالهم عدل لا جور فيه . كما قال تعالى : { ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين } وهو سبحانه ( الحكم ) بالعدل في وصفه وفي فعله وفي قوله وفي حكمه بالقسط . وهذا معنى قوله : { إن ربي على صراط مستقيم } فإن أقواله صدق، وأفعاله دائرة بين العدل والفضل ، فهي كلها أفعال رشيدة وحكمه بين عباده فيما اختلفوا فيه أحكام عادلة لا ظلم فيها بوجه من الوجوه ، وكذلك أحكام الجزاء والثواب والعقاب .
</B></I> | |
| | | صمتيـ غرور ..) :: عضو جديد ::
عدد المساهمات : 20 نقاط : 21 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 16/09/2010
| موضوع: رد: شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة ( متسلسلة بدون ردود ) السبت سبتمبر 18, 2010 1:22 am | |
| درس رااااااااااااائع لاتفوتكم قراءته
.....القـــــدوس , الســـــــلام ..... قال الله تعالى : { هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام } .
( القدوس ، السلام ) معناهما متقاربان ، فإنَّ القدوس مأخوذ من قدَّس بمعنى : نزَّهه وأبعده عن
السوء مع الإجلال والتعظيم . والسلام مأخوذ من السلامة . فهو سبحانه السالم من مماثلة أحد
من خلقه ، ومن النقص ، ومن كل ما ينافي كماله .
فهو المقدَّس المعظَّم المنزه عن كل سوء ، السالم من مماثلة أحد من خلقه ومن النقصان ومن
كل ما ينافي كماله . فهذا ضابط ما ينزه عنه : ينزه عن كل نقص بوجه من الوجوه، وينزه ويعظم
أن يكون له مثيل ، أو شبيه أو كفوء ، أو سمي ، أو ندّ ، أو مضاد، وينزه عن نقص صفة من
صفاته التي هي أكمل الصفات وأعظمها وأوسعها .
ومن تمام تنزيهه عن ذلك إثبات صفات الكبرياء والعظمة له، فإنَّ التنزيه مراد لغيره ومقصود به
حفظ كماله عن الظنون السيئة . كظن الجاهلية الذين يظنون به ظن السوء، ظن غير ما يليق
بجلاله ، وإذا قال العبد مثنيا على ربه : ((سبحان الله )) أو (( تقدس الله)) أو ((تعالى الله ))
ونحوها كان مثنياً عليه بالسلامة من كل نقص وإثبات كل كمال.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في اسم ( السلام ): [الله] أحق بهذا الاسم من كل مسمىً به،
لسلامته سبحانه من كل عيب ونقص من كل وجه، فهو السلام الحق بكل اعتبار، والمخلوق سلام
بالإضافة، فهو سبحانه سلام في ذاته عن كل عيب ونقص يتخيله وهم، وسلام في صفاته من كل
عيب ونقص، وسلام في أفعاله من كل عيب ونقص وشر وظلم وفعل واقع على غير وجه
الحكمة، بل هو السلام الحق من كل وجه وبكل اعتبار، فعلم أن استحقاقه تعالى لهذا الاسم أكمل
من استحقاق كل ما يطلق عليه، وهذا هو حقيقة التنزيه الذي نزه به نفسه، ونزهه به رسوله،
فهو السلام من الصاحبة والولد، والسلام من النظير والكفء والسمي والمماثل، والسلام من
الشريك . ولذلك إذا نظرت إلى إفراد صفات كماله وجدت كل صفة سلاماً مما يضاد كمالها ،
فحياته سلام من الموت ومن السِّنة والنوم، وكذلك قيوميته وقدرته سلام من التعب واللغوب،
وعلمه سلام من عزوب شيء عنه أو عروض نسيان أو حاجة إلى تذكر وتفكر، وإرادته سلام
من خروجها عن الحكمة والمصلحة، وكلماته سلام من الكذب والظلم بل تمت كلماته صدقاً
وعدلاً، وغناه سلام من الحاجة إلى غيره بوجه ما ، بل كل ما سواه محتاج إليه وهو غني عن
كل ما سواه، وملكه سلام من منازع فيه أو مشارك أو معاون مظاهر أو شافع عنده بدون إذنه ،
وإلاهيته سلام من مشارك له فيها، بل هو الله الذي لا إله إلا هو، وحلمه وعفوه وصفحه
ومغفرته وتجاوزه سلام من أن تكون عن حاجة منه أو ذل أو مصانعة كما يكون من غيره، بل
هو محض جوده وإحسانه وكرمه ، وكذلك عذابه وانتقامه وشدة بطشه وسرعة عقابه سلام من
أن يكون ظلماً، أو تشفياً، أو غلظة، أو قسوة ، بل هو محض حكمته وعدله ووضعه الأشياء
مواضعها، وهو مما يستحق عليه الحمد والثناء كما يستحقه على إحسانه، وثوابه، ونعمه، بل لو
وضع الثواب موضع العقوبة لكان مناقضاً لحكمته ولعزته، فوضعه العقوبة موضعها هو من
عدله، وحكمته، وعزته، فهو سلام مما يتوهم أعداؤه الجاهلون به من خلاف حكمته.
وقضاؤه وقدره سلام من العبث والجور والظلم، ومن توهم وقوعه على خلاف الحكمة البالغة.
وشرعه ودينه سلام من التناقض والاختلاف والاضطراب وخلاف مصلحة العباد ورحمتهم
والإحسان إليهم وخلاف حكمته بل شرعه كله حكمة، ورحمة، ومصلحة، وعدل، وكذلك عطاؤه
سلام من كونه معاوضة أو لحاجة إلى المعطى.
ومنعه سلام من البخل وخوف الإملاق، بل عطاؤه إحسان محض لا لمعاوضة ولا لحاجة، ومنعه
عدل محض وحكمة لا يشوبه بخل ولا عجز.
واستواؤه وعلوه على عرشه سلام من أن يكون محتاجاً إلى ما يحمله أو يستوي عليه، بل
العرش محتاجاً إليه وحملته محتاجون إليه، فهو الغني عن العرش وعن حملته وعن كل ما
سواه، فهو استواء وعلو لا يشوبه حصر ولا حاجة إلى عرش ولا غيره ولا إحاطة شيء به
سبحانه وتعالى، بل كان سبحانه ولا عرش ولم يكن به حاجة إليه وهو الغني الحميد، بل استواؤه
على عرشه واستيلاؤه على خلقه من موجبات ملكه وقهره من غير حاجة إلى عرش ولا غيره
بوجه ما.
ونزوله كل ليلة إلى سماء الدنيا سلام مما يضاد علوه وسلام مما يضاد غناه. وكماله سلام من
كل ما يتوهم معطل أو مشبه، وسلام من أن يصير تحت شيء أو محصوراً في شيء، تعالى الله
ربنا عن كل ما يضاد كماله.
وغناه وسمعه وبصره سلام من كل ما يتخيله مشبه أو يتقوَّله معطل. وموالاته لأوليائه سلام من
أن تكون عن ذل كما يوالي المخلوق المخلوق، بل هي موالاة رحمة، وخير، وإحسان، وبر كما
قال : {وقال الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل
وكبره تكبيراً } فلم ينف أن يكون له ولي مطلقاً بل نفى أن يكون له ولي من الذل .
وكذلك محبته لمحبيه وأوليائه سلام من عوارض محبة المخلوق للمخلوق من كونها محبة حاجة
إليه أو تملق له أو انتفاع بقربه ، وسلام مما يتقوله المعطلون فيها.
وكذلك ما أضافه إلى نفسه من اليد والوجه فإنه سلام عما يتخيله مشبه أو يتقوله معطل. فتأمل
كيف تضمَّن اسمه السلام كل ما نزه عنه تبارك وتعالى . وكم ممن حفظ هذا الاسم لا يدري ما
تضمنه من هذه الأسرار والمعاني والله المستعان. | |
| | | صمتيـ غرور ..) :: عضو جديد ::
عدد المساهمات : 20 نقاط : 21 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 16/09/2010
| | | | صمتيـ غرور ..) :: عضو جديد ::
عدد المساهمات : 20 نقاط : 21 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 16/09/2010
| موضوع: رد: شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة ( متسلسلة بدون ردود ) السبت سبتمبر 18, 2010 1:25 am | |
| الرحمـن , الرحيم , الكريـم , الأكـرم , الرؤوف
قال الله تعالى : { الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم } الآيات ، وقال تعالى : { ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم } ، وقال سبحانه : { ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد} قال العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى: الرحمن ، الرحيم، والبر، الكريم، الجواد، الروءف، الوهاب – هذه الأسماء تتقارب معانيها، وتدل كلها على اتصاف الرب، بالرحمة، والبر، والجود، والكرم، وعلى سعة رحمته ومواهبه التي عمّ بها جميع الوجود بحسب ما تقتضيه حكمته. وخص المؤمنين منها ، بالنصيب الأوفر، والحظ الأكمل ، قال تعالى: {ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون} الآية.والنعم والإحسان، كله من آثار رحمته، وجوده، وكرمه. وخيرات الدنيا و الآخرة، كلها من آثار رحمته. وقال ابن تيمية رحمه الله في تفسيرة قوله تعالى : { اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم } سمّى ووصف نفسه بالكرم، وبأنه الأكرم بعد إخباره أنه خلق ليتبين أنه ينعم على المخلوقين ويوصلهم إلى الغايات المحمودة كما قال تعالى : { الذي خلق فسوى * والذي قدر فهدى } ، { ربنا الذي أعطى كل شيءٍ خلقه ثم هدى} ، { الذي خلقني فهو يهدين } فالخلق يتضمن الابتداء والكرم تضمن الانتهاء . كما قال في سورة الفاتحة { رب العالمين} ثم قــال { الرحمن الرحيم }ولفظ الكرم جامع للمحاسن والمحامد لا يراد به مجرد الإعطاء بل الإعطاء من تمام معناه، فإن الإحسان إلى الغير تمام والمحاسن والكرم كثرة الخير ويسرته.. والله سبحانه أخبر أنه الأكرم بصيغة التفضيل والتعريف لها. فدل على أنه الأكرم وحده بخلاف لو قال ( وربك أكرم) فإنه لا يدل على الحصر. وقوله { الأكرم } يدل على الحصر ولم يقل ((الأكرم من كذا)) بل أطلق الاسم، ليبين أنه الأكرم مطلقاً غير مقيد فدل على أنه متصف بغاية الكرم الذي لا شيء فوقه ولا نقص فيه. الفتـــــــــــــاح***********************قال الله تعالى : { قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم الفاتح : الحاكم والفتاح من أبنية المبالغة. فالفتاح هو الحكم المحسن الجواد، وفتحه تعالى قسمين: 1) أحدهما: فتحه بحكمه الديني وحكمه الجزائي. 2) والثاني: الفتاح بحكمه القدري. ففتحه بحكمه الديني هو شرعه على ألسنة رسله جميع ما يحتاجه المكلفون، ويستقيمون به على الصراط المستقيم. وأما فتحه بجزائه فهو فتحه بين أنبيائه ومخالفيهم وبين أوليائه وأعدائهم بإكرام الأنبياء وأتباعهم ونجاتهم ، وبإهانة أعدائهم وعقوباتهم. وكذلك فتحه يوم القيامة وحكمه بين الخلائق حين يوفي كل عامل ما عمله. وأما فتحه القدري فهو ما يقدِّره على عباده من خير وشر ونفع وضر وعطاء ومنع، قال تعالى:{ ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده، وهو العزيز الحكيم } فالرب تعالى هو الفتاح العليم الذي يفتح لعباده الطائعين خزائن جوده وكرمه ، ويفتح على أعدائه ضد ذلك ، وذلك بفضله وعدله. | |
| | | صمتيـ غرور ..) :: عضو جديد ::
عدد المساهمات : 20 نقاط : 21 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 16/09/2010
| موضوع: رد: شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة ( متسلسلة بدون ردود ) السبت سبتمبر 18, 2010 1:26 am | |
|
الــرزاق , الــرازق
وهو مبالغة من: رازق للدلالة على الكثرة. والرازق من أسمائه سبحانه. قال تعالى : {إن الله هو الرزاق} {وما من دآبة في الأرض إلا على الله رزقها} .
وقال صلى الله عليه وسلم : (إن الله هو المسعِّر القابض الباسط الرازق} ورزقه لعباده نوعان: عام وخاص.
فالعام إيصاله لجميع الخليقة جميع ما تحتاجه في معاشها وقيامها، فسهل لها الأرزاق، ودبرها في أجسامها، وساق إلى كل عضو صغير وكبير ما يحتاجه من القوت، وهذا عام للبر والفاجر والمسلم والكافر، بل للآدميين والجن والملائكة والحيوانات كلها.وعام أيضاً من وجه آخر في حق المكلفين،فإنه قد يكون من الحلال الذي لا تبعة على العبد فيه، وقد يكون من الحرام و يسمى رزقاً ونعمة بهذا الاعتبار، ويقال (( رزقه الله )) سواء ارتزق من حلال أو حرام وهو مطلق الرزق.
2) وأما الرزق المطلق فهو النوع الثاني، وهو الرزق الخاص، وهو الرزق النافع المستمر نفعه في الدنيا والآخرة، وهو الذي على يد رسول الله وهو نوعان:
رزق القلوب بالعلم والإيمان وحقائق ذلك، فإن القلوب مفتقرة غاية الافتقار إلى أن تكون عالمة بالحق مريدة له متألهة لله متعبدة، وبذلك يحصل غناها ويزول فقرها.
ورزق البدن بالرزق الحلال الذي لا تبعة فيه، فإن الرزق الذي خص به المؤمنين والذي يسألونه منه شامل للأمرين، فينبغي للعبد إذا دعا ربه في حصول الرزق أن يستحضر بقلبه هذين الأمرين، فمعنى ((اللهم ارزقني)) أي ما يصلح به قلبي من العلم والهدى والمعرفة ومن الإيمان الشامل لكل عمل صالح وخلق حسن ، وما به يصلح بدني من الرزق الحلال الهنيّ الذي لا صعوبة فيه ولا تبعة تعتريه.
الحـــــيّ القيــــــوم
قال الله تعالى : {الله لا إله هو الحي القيوم} وقال سبحانه : {آلم الله لا إله إلا هو الحي القيوم} وقال عز وجل : {وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلماً} وهما من أسماء الله الحسنى.
و(الحي القيوم) جمعها في غاية المناسبة كما جمعها الله في عدة مواضع في كتابه، وذلك أنهما محتويان على جميع صفات الكمال، فالحي هو كامل الحياة، وذلك يتضمن جميع الصفات الذاتية لله كالعلم، والعزة، والقدرة والإرادة، والعظمة، والكبرياء، وغيرها من صفات الذات المقدسة، والقيوم هو كامل القيومية وله معنيان :
1. هو الذي قام بنفسه، وعظمت صفاته، واستغنى عن جميع مخلوقاته.2. وقامت به الأرض والسماوات وما فيهما من المخلوقات، فهو الذي أوجدها وأمدها وأعدها لكل ما فيه بقاؤها وصلاحها وقيامها، فهو الغني عنها من كل وجه وهي التي افتقرت إليه من كل وجه، فالحي والقيوم من له صفة كل كمال وهو الفعال لما يريد. [/font] | |
| | | صمتيـ غرور ..) :: عضو جديد ::
عدد المساهمات : 20 نقاط : 21 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 16/09/2010
| موضوع: رد: شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة ( متسلسلة بدون ردود ) السبت سبتمبر 18, 2010 1:28 am | |
| الــــــرب
قال الله تعالى : { قل أغير الله أبغي رباً وهو ربّ كل شيء} هو: المربي جميع عباده، بالتدبير، وأصناف النعم. وأخص من هذا، تربيته لأصفيائه، بإصلاح قلوبهم، وأرواحهم وأخلاقهم. ولهذا كثر دعاؤهم له بهذا الاسم الجليل، لأنهم يطلبون منه هذه التربية الخاصة.
المجيــــــب
من أسمائه تعالى ( المجيب ) لدعوة الداعين وسؤال السائلين وعبادة المستجيبين، وإجابته نوعان :
1) إجابة عامة لكل من دعاه دعاء عبادة أو دعاء مسألة ، قال تعالى : { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم } فدعاء المسألة أن يقول العبد اللهم أعطني كذا أو اللهم ادفع عني كذا ، فهذا يقع من البر والفاجر، ويستجيب الله فيه لكل من دعاه بحسب الحال المقتضية وبحسب ما تقتضيه حكمته. وهذا يُستدل به على كرم المولى وشمول إحسانه للبر والفاجر، ولا يدل بمجرده على حسن حال الداعي الذي أجيبت دعوته إن لم يقترن بذلك ما يدل عليه وعلى صدقه وتعيُّن الحق معه، كسؤال الأنبياء ودعائهم لقومهم وعلى قومهم فيجيبهم الله ، فإنه يدل على صدقهم فيما أخبروا به وكرامتهم على ربهم ، ولهذا كان النبي صلى الله عليه كثيراً ما يدعو بدعاء يشاهد المسلمون وغيرهم إجابته ، وذلك من دلائل نبوته وآيات صدقه ، وكذلك ما يذكرونه عن كثير من أولياء الله من إجابة الدعوات، فإنه من أدلة كراماتهم على الله .
2) وأما الإجابة الخاصة فلها أسباب عديدة ، منها دعوة المضطر الذي وقع في شدة وكربة عظيمة، فإنَّ الله يجيب دعوته، قال تعالى : {أمن يجيب المضطر إذا دعاه } وسبب ذلك شدَّة الافتقار إلى الله وقوة الانكسار وانقطاع تعلقه بالمخلوقين ، ولسعة رحمه الله التي يشمل بها الخلق بحسب حاجتهم إليها، فكيف بمن اضطر إليها، ومن أسباب الإجابة طول السفر والتوسل إلى الله بأحب الوسائل إليه من أسمائه وصفاته ونعمه، وكذلك دعوة المريض، والمظلوم، والصائم والوالد على ولده أو له ، وفي الأوقات والأحوال الشريفة مثل أدبار الصلوات، وأوقات السحر، وبين الأذان والإقامة، وعند النداء، ونزول المطر واشتداد البأس، ونحو ذلك { إن ربي قريب مجيب
| |
| | | صمتيـ غرور ..) :: عضو جديد ::
عدد المساهمات : 20 نقاط : 21 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 16/09/2010
| موضوع: رد: شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة ( متسلسلة بدون ردود ) السبت سبتمبر 18, 2010 1:29 am | |
| موعدنا يتجدد غدا ان شاء الله إلى ذلك الحين استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ...
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك اللهم ونتوب إليك ..
| |
| | | حفصة المغربية :: المديرة العامة ::
عدد المساهمات : 1471 نقاط : 2383 السٌّمعَة : 8 تاريخ التسجيل : 14/08/2010 الموقع : المغرب
| موضوع: رد: شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة ( متسلسلة بدون ردود ) السبت سبتمبر 18, 2010 10:53 am | |
| ما شاااااااااااااااااء الله موضووووع رااائع
جزاك الله خيرا وجعل ما خطت يمينك في ميزان حسناتك
الله لا يحرمك الاجر يااارب | |
| | | راجية رضى الله ::عضو مميز ::
عدد المساهمات : 132 نقاط : 186 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 17/09/2010
| موضوع: رد: شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة ( متسلسلة بدون ردود ) الخميس سبتمبر 23, 2010 1:40 pm | |
| | |
| | | | شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة ( متسلسلة بدون ردود ) | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|