الهم صل على محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
بخصوص اثبات نبوة الهادي النذير
في العهدين. فلا يشك مسلم أنها تحويان اثباتا لذلك وإن حاول إخفاءه المحرفون.
قال تعالى: ( لذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل) [الأعراف آية(157 ).]
نبدا الان بالعهد القديم ألا وهو ¤ا لتوراة ¤البشارة الأولى في سفر التثنية :جاء في النص"أقيم لهم نبياً من وسط اخوتهم مثلك وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنا أطالبه "(سفر التثنية ( 18 \ 18 –19 )) .
دار حوار بين العلامة (أحمد ديدات) والقس (فان هيردن) حول هذا النص فيما يلي نورد ملخصاً لأهم النقاط فيه:
زعم النصارى أن هذا النص ما هو إلا تنبؤ بعيسى عليه السلام . ولكن بنظرة فاحصة للنص يتضح الآتي :
vنبياً مثل موسى " مثلك ":
تعني أن النبي المنتظر سيكون مثل موسى عليه السلام ولكن:
1
) عيسى إله ! حسب عقيدة النصارى فعيسى لا يشابه موسى؛ لأن عيسى إله, وأما موسى فلم يزعم أحد بأنه إله؛ فعيسى لا يشابه موسى عليهما السلام.
2
) عيسى جاء من أجل الخطيئة:وبمقتضى عقيدة النصارى أيضاً أن عيسى عليه السلام جاء ومات من أجل خطايا العالم( رومية ( 8/ 5.), ولكن موسى لم يكن ليموت من أجل خطايا العالم،فعيسى لا يشابه موسى عليهما السلام.
3
) الولادة:إننا نجد تشابهاً بين موسى ومحمد
من حيث الولادة العادية , بالأسلوب الطبيعي الذي يحدث عن الاقتران بين الرجل والمرأة , ولكن يسوع خلق بالقدرة الإلهية المميزة.
4
) عقد الزواج:تزوج موسى ومحمد عليهما السلام , ولكن عيسى عليه السلام ظل أعزباً طوال حياته .
5
) الزعامة الدينية والدنيوية :محمد
وموسى
كانا زعيمين إلى جانب كونهما نبيين , بينما عيسى
كان نبياً فقط , فلم يكن يوماً ما زعيماً بيده السلطة الدنيوية بل كان زعيماً روحياً فقط .
6
) الشريعة:محمد وموسى عليهما السلام أتيا بشريعة جديدة , وأحكام جديدة ؛ أما عيسى عليه السلام فلم يأتِ بشريعة جديدة , بل كما قال :" لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء , ما جئت لأنقض بل لأكمل "(متى(5/17)) .
7
) الرحيل من الدنيا :كلاً من محمد وموسى عليهما السلام قد توفاهم الله وفاةً طبيعية , ولكن عيسى عليه السلام وفقاً للعقيدة المسيحية مات شر ميتة وذلك بقتله على الصليب.
8
) المقام السماوي :إن كلاً من محمد وموسى عليهما السلام يرقد في قبره على الأرض, بينما يسوع طبقاً للتعاليم المسيحية فإنه يجلس
" عن يمين قوة الله "(43).
مما سبق من مقارنة اتضح منه أن عيسى عليه السلام ليس مثل موسى في جوانب كثيرة وإن كانا الاثنان من بني إسرائيل .
v محمد من نسل إسماعيل عليه السلام: يقول النص : " أقيم لهم نبياً من وسط اخوتهم مثلك ...."(44) إن التركيز على هذه الكلمات " من وسط اخوتهم مثلك " , فالخطاب موجه إلى موسى عليه السلام وشعبه , وعندما يقول النص " اخوتهم " فهو يعني العرب , فقد كان لإبراهيم عليه السلام ولدان هما إسماعيل و إسحاق , وأبناء إسماعيل هم العرب وأبناء إسحاق هم اليهود , ومحمد
من نسل أخوة بني إسحاق وليس من نسل إسحاق بني إسرائيل , والنبي المذكور في النص هو من نسل أخوة بني إسرائيل أي من بني إسماعيل عليه السلام .
v " وأجعل كلامي في فمه ":
تستأنف النبوءة قولها : " وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به "(سفر التثنية 18 \18) .
يقول أحمد ديدات مخاطباً القس فان هيردن: أنت تشاهد عندما أسألك أيها القس أن تفتح التوراة على سفر التثنية الإصحاح الثامن عشر , والعدد الثامن عشر , في البداية , وإذا ما طلبت منك أن تقرأ , وإذا ما قرأت , هل أجعل كلامي في فمك ؟
أجاب القس : لا .
فقال أحمد ديدات : ولكن إذا أردت أن أعلمك لغة باللسان العربي , تلك اللغة التي لا تعلم عنها شيئاً , فإذا ما طلبت منك أن تقرأ أو تتلو القراءة عني فيما أنطق به على سبيل المثال)قل هو الله أحد * الله الصمد* لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفواً أحد(( سورة الإخلاص )، أما أضع هذه الكلمات التي لم تسمع عنها من قبل عن لسان أجنبي التي تنطق بها الآن في فمك ؟
وافق القس قائلاً : بالحق إنه هكذا .
قلت وبأسلوب مشابه في تنـزيل القرآن كان جبريل يجعل كلام الله في فم نبيه محمد r وحياً فنـزل به جبريل على قلب الرسول r ليكون من المرسلين, والنص من التوراة يقول : " وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به "(سفر التثنية (18\18).) .
قال تعالى مخاطباً نبيه محمد
(لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه * فإذا قرأناه فاتبع قرآنه* ثم إن علينا بيانه ((سورة القيامة : (6-7)) .
وقال تعالى: ( قرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق* اقرأ وربك الأكرم* الذي علّم بالقلم* علّم الإنسان ما لم يعلم(( سورة العلق 1-5)).
إن اعتكاف محمد
وتعبده في غار حراء واستجابته لبدء التنـزيل وحياً عن طريق جبريل المَلك إنما هو إنجاز لنبوءة في
سفر أشعيا هذا نصها:
" أو يدفع الكتاب لمن لا يعرف الكتابة ويقال له اقرأ هذا فيقول لا أعرف الكتابة "(سفر أشعيا (29\12)) .
ويقول الله سبحانه وتعالى عن النبي الأمي في القرآن الكريم: (فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته(( سورة الأعراف 159).
"ويقال له اقرأ هذا فيقول لا أعرف الكتابة"، هنا خطأ متعمد في الترجمة. ولكن بالمقارنة مع نسخة الروم الكاثوليك نسخة ديوىDouay version وكذلك مع النسخة القياسية نجد Revised standard version والترجمة المضبوطة:" ما أنا بقارئ لك" الكلمات التي فاه بها محمد
مرتين للمَلك جبريل رئيس الملائكة عندما طلب منه قائلاً (اقرأ ).
ومن ألزم اللزوميات أن تعلم أنه لم تكن هناك نسخة عربية موجودة في القرن السادس الميلادي عندما عاش محمد
هذا فضلاً عن كونه أمياً لا يعرف الكتابة ولا القراءة(ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد صلى الله عليه وسلم : احمد ديدات ص 13 – 38 بتصرف ).
v عاقبة من لا يؤمن بكلامه:أما عاقبة من لا يؤمن بهذا الكلام الذي يقوله هذا النبي فيكون كما جاء في نهاية النص في نفس الإصحاح في سفر التثنية :" ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنا أطالبه "(سفر التثنية 18 \19) .
فالويل لمن يكفر بالرسول عليه الصلاة والسلام وويل لكل أمة تناوئ هذا النبي(مناظرة بين الإسلام والنصرانية ص 221).
البشارة الثانية في سفر التثنية : جبال فاران : جاء في سفر التثنية:" وهذه هي البركة التي بارك بها موسى رجل الله بني إسرائيل قبل موته فقال : جاء الرب من سيناء وأشرق لهم من سعير وتلألأ من جبل فاران وأتى من ربوات القدس وعن يمينه نار شريعة لهم"(سفر التثنية 33: 1-2).
"فمجيء الله تعالى من طور سيناء هو مجيء أمره وإنـزاله وحيه على موسى عليه السلام باتفاق المسلمين وأهل الكتاب .
ثم إشراقه من سعير ، هو نـزول وحيه على عيسى عليه السلام ، ومجيئه بالإنجيل وهو الثاني ترتيباً والمسيح عليه السلام من ساعير ( أرض الخليل وهي قرية تجاور بيت لحم مولد المسيح عليه السلام وبها جبال تسمى ساعير) ،وكذلك يجب أن يكون استعلائه من جبال فاران إنـزاله القرآن والوحي على محمد
وجبال فاران هي جبال مكة "( مختصر إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم – محمد إبراهيم حجاج ص 52) .
البشارة الثالثة في سفر النبي حبقوق :وجاء في بشارة حبقوق النبي بشارة قريبة من ذلك :" الله جاء من يتمان والقدوس من جبال فاران ،سلاه جلاله غطى السماوات، والأرض امتلأت من تسبيحه، وكان لمعان كالنور من يده شعاع ، وهناك استتار قدرته ".
فقوله ( الله جاء من يتمان ) تبشير إلى بلد في جنوب شرقي تبوك قرب المدينة المنورة .
وقوله ( القدوس من جبل فاران ) إنما هي إشارة إلى مكة المكرمة .
وحينما يقول ( جلاله غطى السماوات) هي صيحات "الله أكبر " التي تتردد في الآفاق في كل الأرض التي يسكنها المسلمون قلوا أو كثروا .
إنها جلال الله الذي يغطي السماوات والأرض، فهي لا يمكن أن تشير إلى كنيس اليهود الذي يستخدم البوق ،
ولا تشير إلى كنيسة النصارى التي تستخدم الجرس )(مناظرة بين الإسلام والنصرانية ص 225) .
أما قوله ( امتلأت من تسبيحه ) إشارة إلى إقامة الصلاة وما في الصلاة من تسبيح وتكبير وتعظيم لله عز وجل ، "ولا يحدث شيء من هذا لا في كنيس اليهود ولا في كنيسة النصارى فلا تمتلئ الأرض بتسبيح الله إلا في صلاة المسلمين ، بل وفي غير صلاتهم فهم دائماً أهل التسبيح والتحميد )(مناظرة بين الإسلام والنصرانية ص 266) .
البشارة الرابعة في سفر أشعيا نبوة أشعيا :جاء في (سفر أشعيا 42: 11-13) الذي يقول "لترفع البرية ومدها صوتها ، الديار التي سكنها قيدار ، لتترنم سكان سالع من رؤوس الجبال ليهتفوا، ليعطوا الرب مجداً ويخبروا بتسبيحه في الجزائر " تبين الفقرة أن هذا النبي يأتي من نسل إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام فقيدار هو الابن الثاني لإسماعيل كما في(سفر التكوين 25: 13).
وقوله" لتترنم سكان سالع من رؤوس الجبال ..." إن في دينه هتاف من رؤوس الجبال وتسبيح وتكبير ومؤتمر عالمي يعقد سنوياً والإسلام هو الدين الوحيد الذي يحدث فيه هذا ،إذ يجتمع كل الحجيج من ملوك وشعوب ومن مختلف البيئات والأعمار لا يجتمعون في القصور وإنما في رؤوس الجبال ،إن هذا ما يحدث في الإسلام فقط في ركنه الخامس وهو الحج( اللواء احمد عبد الوهاب ، كتاب مناظرة بين الإسلام والنصرانية ص 234-235) .
والحمد لله رب العالمين
تليها البشارة في العهد الجديد ان شاء الله