اية الموده دليل العصمة

{ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ} [الشورى : 23]
هل مودة القربى واجبة هنا ؟؟؟؟
هل يجب مودة اهل القربى مطلقا , في الاية ام فيها استثناء ؟؟؟؟

التحليل
===========
اخوتي في الله ...
الاية الكريمة اوجبت مودة القربى وجوبا شرعيا مطلقا , لماذا مطلقا ؟؟؟ لانها لم تذكر سبب هذا الود ( هل هو الايمان , العمل الصالح ....الخ) اي انها لم تذكر متعلق المودة بل جعلته عاما مطلقا ... فلو فيها متعلق على سبيل المثال لكانت الاية بهذه الصيغة ( قل لا اسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى ماداموا مؤمنين ) اي يكون الايمان سببا لهذه المودة .. فمتعلق المودة هنا ماهو ؟؟ ( الايمان ) ., ولكن الاية لم تذكر المتعلق ( حذفت المتعلق ) والقاعدة التي يفهمها كل المسلمين في العالم ماذا تقول ( حذف المتعلق يفيد العموم , يفيد الاطلاق ) طيب الى الان واضح ...
هنا يرد اشكال ( كيف نود ونحب القربى , مع احتمال ارتكابهم المعصية مع احتمال خطائهم , فالحب والكرة لابد ان يكون مداره القرب الى الله جل وعلا , فكيف ياااربي نودهم ونحبهم مع احتمال خطائهم ومع احتمال معصيتهم كيف ؟؟؟ كيف يااارب ؟؟؟) ولرد هذا الاشكال لابد من فرض احتمالين لا ثالث لهما :
الاول : الله يوجب علينا ويامرنا بود وحب من يحتمل فيه المعصية حال ارتكابه للمعصية اي قبل توبته (فالمودة مطلقة هنا لا تنقطع فهي مستمره لا يرفعها شىء لعدم وجود المتعلق ), وهذا باطل (لان الله لا يحب العبد العاصي ولا يامر بمحبته ) نعم اذا تاب ورجع فانه جل وعلا يحب التوابين , لكن هذا يستلزم انقطاع المودة ثم رجوعها بالتوبه ( والاية لم تذكر انقطاع للمودة بل هي مطلقة مستمرة ) ( قل لا اسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى ) خلاص انتهت ما فيها اي متعلق او انقطاع صغيرا كان ام كبيرا ..
الثاني : ان الاية التي امرتنا بمودة القربى ومحبتهم حبا مطلقا مستمرا لا انقطاع فيه ولا ترفع - اي المودة - عنهم تدل دلالة واضحة ان القربى مرتبطين بهذا المودة ارتباطا تشريعيا الهيا لا ترتفع بحال من الاحوال , وهذا يدلل على ارتفاع المعصية والخطاء عنهم . والا ( لا يمكن ان نجمع مودتهم واحتمال خطائهم ومعصيتهم فيهم في آن واحد ) وبما ان المودة لا ترتفع عنهم مطلقا , فان الطاعة لله والامتثال الى اوامرة والانتهاء عن نواهيه لا ترتفع عنهم مطلقا وهي ( العصمة )