يقول ابن تيمية في (المنهاج) : "وليس في شيء من أحاديث المعراج الثابتة أنه رآه بعينه، وقوله: (أتاني البارحة ربي في أحسن صورة) الحديث الذي رواه الترمذي وغيره إنما كان بالمدينة في المنام" . انتهى
ولا يختلف العلماء على امكانية رؤية الله تعالى في المنام على صورة بلا مثل .
قال الحافظ ابن حجر في (التعبير) : "جوز أهل التعبير رؤية الباري -عز وجل- في المنام مطلقاً ولم يجروا فيها الخلاف في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم" . انتهى
و مما يدل على أن ابن تيمية لا يقصد تماثل الصورة بالحقيقة في المنام قوله في (الفتاوى) : "ومن رأى الله في المنام فانه يراه في صورة من الصور بحسب حال الرائي أن كان صالحاً رآه في صورة حسنة، ولهذا رآه النبي صلى الله عليه وسلم في أحسن صورة" . انتهى
لذا فشيخ الإسلام في العبارة المنقولة ينتصر لمنهج أهل السنة بجواز رؤية الله في المنام على خلاف ما قاله الجهمية -و من وافقهم- بأن عبارة (أحسن صورة) في الحديث عائدة إلى النبي صلى الله عليه و سلم و أنه لم ير ربه في المنام .
نقل الآخر :
حديث ((وضع يدَيه بينَ كتِفَيّ حتى وجَدْت بَردَ أناملِه...)) هو نفسه حديث (فإذا أنا بربي في أحسن صورة) , فهي رؤية منام !
نقل آخر :
((الثانى قَد قدّمنا أن جميعَ ما يُذكر مِن هذه الأدلّة التي تنفي الجِسم على اصطلاحهم فإنّها أدلّة باطلة))
واضح أن شيخ الإسلام يتكلم عن كلمة (جسم) التي لها اصطلاح معين عندهم...
و الذي لا يقرئ كتب الشيخ و يكتفي بنقولات المنتديات قد يظن أن شيخ الإسلام يقصد بهذا أن الله جسم !!!
يقول في نفس المصدر : "وقد يراد بالجسم ما يُشار إليه أو ما يُرى أو ما تقوم به الصفات والله تعالى يرى في الآخرة وتقوم به الصفات ويشير إليه الناس عند الدعاء بأيديهم وقلوبهم ووجوههم وأعينهم فإن أراد بقوله ليس بجسم هذا المعنى قيل له هذا المعنى الذي قصدت نفيه بهذا اللفظ معنى ثابت بصحيح المنقول وصريح المعقول وأنت لم تقم دليلا على نفيه وأما اللفظ فبدعة نفيا وإثباتا فليس في الكتاب ولا السنة ولا قول أحد من سلف الأمة وأئمتها إطلاق لفظ الجسم في صفات الله تعالى لا نفيا ولا إثباتا"
إذا فشيخ الإسلام يرد على الجهمية الذي ينفون الجسم قاصدين أن الله لا يُرى ولا يتكلم ... الخ , و هو نفسه بيّن أن اطلاق لفظ (جسم) على الله لا يجوز و هو بدعة , إنما اثبات ما اثبته الله لنفسه و السكوت عما لم يرد فيه نص و لم يرد أنه "جسم" .