السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع منقول
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته‘
جزاكم الله خير الجزاء
كنت أحاور النصارى فى منتدى نصرانى
و هم يقولون أن المسلمين يقولون أن الله عز و جل له ساق، و يكشف عن ساقه
فإذن المسلمين لا يعارضون فكرة التجسد!
و بالطبع رد المسلمون و منهم انا أن ذلك ليس تجسد و إنما الله ليس كمثله شىء
فرد نصرانى بأن هناك أحاديث أن الرسول صلى الله عليه و سلم رأى ربه فى المنام أنه شاب أمرد يلبس حلة حمراء...كيف ذلك؟
و أود أن أنقل لكم كل ما قاله النصرانى:
كنز العمال في سنن الاقوال و الافعال
لواحق كتاب الإيمان
الفصل الأول في الصفات
1151 - رأيت ربي في أحسن صورة فقال: لي يا محمد أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى فقلت يا رب في الكفارات قال وما الكفارات قلت إبلاغ الوضوء أماكنه على الكراهيات والمشي على الأقدام إلى الصلاة وانتظار الصلاة بعد الصلاة.
(طب عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه).
1152 - رأيت ربي في صورة شاب له وفرة (الوفرة: الشعر المجتمع على الرأس أو ما سال على الأذنين منه أو ما جاوز شحمة الأذن. انتهى.القاموس).
(طب في السنة عن ابن عباس) ونقل عن أبي زرعة أنه قال: هو حديث صحيح قلت (كذا وفي المنتخب قلت قال الشيخ جلال الدين السيوطي رحمة الله عليه هو محمول على رؤية المنام وكذا الحديث الخ) وهو محمول على رؤية المنام وكل الحديث السابق كالآتي.
1153 - رأيت ربي في المنام في صورة شاب موفر في الخضر عليه نعلان من ذهب وعلى وجه فراش من ذهب.
(طب في السنة عن أم الطفيل).
1154 - رأيت ربي في حظيرة من الفردوس في صورة شاب عليه تاج يلتمع البصر
في طبقات الحنابلة ( 2 : 45 ) : عن عكرمة ، عن إبن عبّاس ، قال : قال رسول الله (ص) : ( رأيت ربّي عزّ وجلّ شابّ أمرد جعد قطط عليه حلّة حمراء ) ، وقد آمن بهذا الحديث كبار علماء السنّة ومنهم :
(1) - الإمام أحمد بن حنبل ( الذي ينتسب إليه الحنابلة ) كما في إبطال التأويلات ( 1 : 145 ) حيث قال : ( هذا الحديث رواه الكبّر ، عن الكبّر ، عن الكبّر ، عن الصحابة عن النبيّ (ص) ، فمن شكّ في ذلك أو في شيء منه فهو جهمي لا تقبل شهادته ، ولا يسلّم عليه، ولا يعاد في مرضه ).
(2) - الإمام أبو زرعة الدمشقي والإمام الدارقطني كما في إبطال التأويلات ( 1 : 141 ) : قال أبو يعلى الفراء: ( وقد صحّحه أبو زرعة الدمشقي ) ، ونقل عن الدارقطني : ( كُلّ هؤلاء الرجال معروفون لهم أنساب قويّة بالمدينة ).
(3) - الإمام أبو الحسن بن بشار كما في إبطال التأويلات ( 1 : 142 ) : لمّا سئل عن الحديث ، قال : ( صحيح ، فعارضه رجل فقال : هذه الأحاديث لا تذكر في مثل هذا الوقت؟ ، فقال له الشيخ : فيدرس الإسلام ).
(4) - الإمام الطبراني كما في إبطال التأويلات ( 1 : 143 ) : قال أبو يعلى : ( وأُبلغت أنّ الطبراني ، قال: حديث قتادة عن عكرمة عن إبن عبّاس عن النبيّ (ص) في الرؤية صحيح ).
(5) - أبو يعلى الفراء الحنبلي كما في إبطال التأويلات ( 1 : 148 ) قال : ( هذا الحديث صحيح ) ، وقال : ( تلقّتها الأُمّة بالقبول ، منهم من حملها على ظاهرها ، وهم أصحاب الحديث ... وإذا تُلقّيت بالقبول إقتضت العلم من طريق الإستدلال ).
(6) - أبو إسحاق الحنبلي كما في طبقات الحنابلة ( 2 : 134 ) ، فقد نقل أبو يعلى أنّه صحّح الحديث وقبله وقال : ( هذه الأحاديث تلقّاها العلماء بالقبول ، فليس لأحد أن يمنعها ولا يتأوّلها .. ).
(7) - إبن حامد الحنبلي : قال أبو بكر الحصني الدمشقي في كتابه دفع شبه من شبّه وتمرّد : ( 12) : ( ومن أعظم فرية ممّن شبّه الله عزّ وجلّ بأمرد وعروس ، وكان بعض الحنابلة يتوجّع ويقول : ليت إبن حامد هذا ومن ضاهاه لم ينسبوا إلى أنّهم من أتباع الإمام أحمد ).
- أخرج الترمذي في سننه ( 5 : 368 ) : عن معاذ بن جبل قال : ( أبطأ رسول الله (ص) ذات غداة عن صلاة الصبح ، حتّى كدنا نتراءى عين الشمس ، فخرج سريعاً فثوّب في صلاته ، فلمّا سلّم دعا بصوته ، قال لنا : على مصافكم كما أنتم ، ثمّ إنفتل إلينا ثمّ قال : أما إنّي سأحدّثكم ما حبسني عنكم الغداة ، إنّي قمت من الليل ، فتوضّأت وصلّيت ما قدر لي ، فنعست في صلاتي حتّى إستثقلت ، فإذا أنا بربّي تبارك وتعالى في أحسن صورة ، فقال : يا محمّد ، فيم يختصم الملأ الأعلى؟ ، قلت : لا أدري ، قالها ثلاثاً ، قال : فرأيته وضع كفّه بين كتفي حتّى وجدت برد أنامله بين ثديي ... ).
- وفي صحيح مسلم ( 4 : 2147 ) ، عن إبن مسعود ، قال : ( جاء حبر إلى النبيّ (ص) فقال : يا محمّد أو يا أبا القاسم ، إنّ الله تعالى يمسك السماوات يوم القيامة على إصبع والأرضين على إصبع ، والجبال والشجر على إصبع ظاهراً ، والثرى على إصبع وسائر الخلق على إصبع ثمّ يهزهن فيقول : أنا الملك ، أنا الملك ، فضحك رسول الله (ص) تعجّباً ممّا قال الحبر تصديقاً له ، ثمّ قرأ : ( وما قدروا اللّه حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون ).
- وأخرج عبد الله بن أحمد بن حنبل في السنّة : ( 525 ) ، عن يروى بن مالك ، عن رسول الله (ص) : ( إنّه قرأ هذه الآية : ( فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا ) قال : تجلّى بسط كفّه ووضع إبهامه على خنصره ).
اذن اللة في الاسلام اللذي لم يتجسد لة صورة على هيئة شاب ولة اصابع و كف بارد
و لكن لاهوت اللة(يهوة الالة ) في المسيحية لايرى و سرمدي غير محدود
اذن فلماذا يعارض المسلمون فكرة التجيد ومع العلم ان لاهوت اللة لا يرى و اللذي راة الناس هو الناسوت فقط
الآن انا اريد أن أرد عليه، فماذا تنصحونى و ما هو الرد؟؟؟
جزاكم الله خيرا
وهذا رد نفس سائل السؤال وبمجرد ارشاده الي موقع الددر السنيه وبعد البحث في صحه الاحاديث التي ياتي بها النصاري
أحب أن أنقل لكم كيف رددت عليهم، و جزاكم الله كلكم خير الجزاء، و أود أن تنصحونى المزيد، و ما رأيكم فى الرد و هل هو كافى أم لا،
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على أشرف الخلق سيدنا محمد بن عبدالله، أما بعد
نبدأ من الأول حتى يستوعب الجميع
أولا مفهوم "التجسد" يعنى جسد بمعنى لحم و دم و عروق و "حاجة محدودة"، قلنا طبعا لأ و الف لأ عند المسلمين،
و دليل ذلك: "ليس كمثله شىء و هو السميع البصير"
يعنى بالبلدى كده: أنتم تقولون أن ربنا "اتحشر" فى جسم، أى تجسد، و نحن نقول لا، نقول له الأسماء الحسنى و الصفات العلى، و من ضمن الصفات اليدين و القدم و الساق و الوجه و العين
أما تعريفكم لل"آب" مثل: الوجود السرمدى و اللامحدود و الروح و ........... فليس عندنا فى الإسلام،
نقول "الله" عز و جل هو الرب و الإله المعبود بحق، لا شريك له و لا ند له و له الأسماء الحسنى و الصفات العلى...هو سبحانه بائن عن خلقه (أى منفصل عنهم) لا كما يقول "الحلولية" أن الله قد حل فى كل شىء، لا هذا عندنا كفر بالله، لأنه سبحانه بائن عن خلقه، مستو على عرشه فوق سبع سماوات، و لكن علمه يحيط بكل شىء، فهو سبحانه يعلم ما فى الأرضين السبع كما يعلم ما فى السماوات السبع، و لا يئوده (أى لا يتعبه) حفظهما (السموات و الارضين)، سبحانه له الكمال كله، و ننزه عن أى نقص و عيب،
وقد عاقب الله تعالى الواصفين له بالنقص، كما في قوله تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ)(61). وقوله: (لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ)
ونزه نفسه عما يصفونه به من النقائص، فقال سبحانه: (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ* وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ* وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ). وقال تعالى: (مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ)
سبحان الله و تعالى، لم يره أحدا من خلقه فى الدنيا،
حتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فى حادثة الإسراء و المعراج، حين سألوه أرأيت ربك: "قال:"نور أنى أراه" أى كيف أراه، و فى الحديث الشريف:"حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه"، فلعل الذى رآه الرسول صلى الله عليه و سلم فى المعراج هو الحجاب و الله أعلم.
و معلوم قصة سيدنا موسى فى القرآن حين سأل الله أن ينظر إليه قال الله لن ترانى(أى فى الدنيا) و لما تجلى ربه للجبل اندك الجبل و كان هذا شرح لسيدنا موسى أنه لا يستطيع أن يتحمل النظر إلى وجه الله تعالى فى الدنيا بهيئته الضعيفة هذه و بعينه الفانية.
أما فى الجنة فيراه المؤمنون الصالحون الذين طالموا اطاعوه دون أن يروه سبحانه و يكون ذلك من متع الجنة، بل هو أجمل متع الجنة:
الحديث:" عن جرير بن عبد الله رضى الله عنه قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فنظر إلى القمر ليلة البدر و قال "إنكم سترون ربكم عيانا كما ترون هذا القمر، لا تضامون فى رؤيته" رواه البخارى(554، 74359) و رواه مسلم (633) و كذلك الحديث: " إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تبارك و تعالى: تريدون شيئا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا ألم تدخلنا الجنة و تنجنا من النار؟ فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم" رواه مسلم(181) و هناك أحاديث عن هذا الأمر أخرى كثيرة، و على العكس فإن من أقصى عقوبات اصحاب النار (و العياذ بالله) أنهم لا يروون ربهم، لأن رؤية الله رحمة بعباده، كما فى الأية:"كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون" و هناك آيات و أحاديث أخرى كذلك.
و لكن يسأل السائل كيف نرى ربنا فى الجنة و هو سبحانه أكبر من كل شىء؟
أن المؤمنون يرون ربهم و لكن لا يحيطون به كله، كمثل أن تنظر إلى السماء فأنت تراها جيدا و لكن لا تحيط بها كلها
اما أنك تقول كيف له كف و يدين و ليس كمثله شىء،
أنا سأضرب لم مثل إن كان يصح،
نحن و أنتم تؤمنون أن الملائكة لها أجنحة، أليس كذلك؟
و بالرغم من أحدا منا لم ير الملائكة قط! لكن بالتأكيد جناح الملاك ليس كمثل جناح العصفورة مثلا!!!
و بالرغم من كلا منه جناح إلا إنه اشتراك فى الاسم فقط
مثلا، الانسان له ساق، و لكن هل ساقه مثل ساق الفرخة؟؟؟ هل ساقه مثل ساق الشجرة؟؟؟
فما بالنا نحاول بعقلنا المحدود أن نشبه الله عز و جل الذى ليس كمثله شىء،
كما قلت لكم أن منهج أهل السنة و الجماعة فىنصوص أسماء الله و صفاته الحسنى أنها من المحكم الذى يفهم معناه و لكن نفوض معناه الحقيقى لله فقط!
و أتلو عليكم قول الله عن المؤمنون "و الراسخون فى العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا و ما يذكر إلا أولو الألباب..."
و أضرب أمثلة أخرى
الله هو السميع البصير، و فى نفس الوقت سمى عباده كذلك: مثل: "إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا"
هل سمعنا مثل سمعه؟
سبحانه يسمع الأصوات كلها، يسمع من يناديه و من يناجيه باختلاف اللغات و اللهجات و لا يشغله سمع عن سمع و لا يتشوش من دخول الأصوات فى بعض و لا تغلطه كثرة المسائل
سبحانه هو البصير،
هل بصره مثل بصرنا؟؟؟
يرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء فى الليلة الظلماء من فوق سبع سماوات!
و يستوى بصره على ما فى أعماق البحار مع بصره على ما فوق السماوات!!! فالغيب عنده شهادة و السر عنده علانية، سبحانه يعلم السر و أخفى
و الله سبحانه قد وصف نفسه ب"العليم الحليم"
و فى نفس الوقت سمى الله عباده بها، مثل "و بشروه بغلام عليم" و فى آية أخرى:" و بشرناه بغلام حليم" و ليس العليم كالعليم و لا الحليم كالحليم! و كما قال الله عز و جل:" و لا يحيطون به علما" و قال:"و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا"
مثال آخر: "الله لا إله إلا هو الحى القيوم"، وصف سبحانه و تعالى نفسه بالحى، و نحن أيضا حتى الآن أحياء، فهل حياة الله مثل حياتنا؟؟؟ الله الحى، لا يموت و لا تأخذه سنة و لا نوم، و لا يصلب! أما نحن فنموت و ننام...
مثلا فى الحديثك "الله جميل يحب الجمال" هل جماله سبحانه كجمال أحد من خلقه، كلا و حاشا!
و قيسوا ذلك على كل صفات الله!
و أمثلة أخرى،
الله يحيى و يميت
و فى قصة سيدنا إبراهيم مع النمرود الذى قال له أن الله يحيى و يميت، فقال أنا أيضا احيى و أميت، فدعا برجلين من السجن، أطلق سراح واحد و قضى على الثانى بالإعدام، فظن أن ذلك معناه أنه له القدرة على الإحياء و الإماته! فليس ذلك كإحياء الله أبدا، الله يخلق من عدم!
و بذلك نستطيع أن نضع قاعدة:
"أن أسماء الله و صفاته تخصه و تليق به، و اسماء المخلوقين تخصهم و تليق بهم، و لا يلزم من الاشتراك فى المعنى الاشتراك فى الحقيقة، و ذلك لعدم التماثل بين السميين و الموصوفين، و هذا ظاهر و الحمد لله"
القاعدة الأخرى: أسماء الله تعالى توقيفية، لا مجال للعقل فيها:
وعلى هذا فيجب الوقوف فيها على ما جاء به الكتاب والسنة، فلا يزاد فيها ولا ينقص؛ لأن العقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه تعالى من الأسماء، فوجب الوقوف في ذلك على النص لقوله تعالى: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) . وقوله: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ)
قال الله عز و جل:
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)
(سورة الاخلاص)
وقد تضمنت السورة أعرض الخطوط الرئيسية في حقيقة الإسلام الكبيرة . .
(قل هو الله أحد). . وهو لفظ أدق من لفظ "واحد" . . لأنه يضيف إلى معنى "واحد" أن لا شيء غيره معه . وأن ليس كمثله شيء .
إنها أحدية الوجود . . فليس هناك حقيقة إلا حقيقته . وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده . وكل موجود آخر فإنما يستمد وجوده من ذلك الوجود الحقيقي , ويستمد حقيقته من تلك الحقيقة الذاتية .
ومعنى أن الله أحد:أنه الصمد . وأنه لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد . . ولكن القرآن يذكر هذه التفريعات لزيادة التقرير والإيضاح:
(الله الصمد). . ومعنى الصمد اللغوي:السيد المقصود الذي لا يقضى أمر إلا بإذنه . والله - سبحانه - هو السيد الذي كمل فى جميع أنواع السؤدد , فهو أحد في ألوهيته والكل له عبيد . وهو المقصود وحده بالحاجات , المجيب وحده لأصحاب الحاجات . وهو الذي يقضي في كل أمر بإذنه , ولا يقضي أحد معه . . وهذه الصفة متحققة ابتداء من كونه الفرد الأحد .
(لم يلد ولم يولد). . فحقيقة الله ثابتة أبدية أزلية , لا تعتورها حال بعد حال . صفتها الكمال المطلق في جميع الأحوال . والولادة انبثاق وامتداد , ووجود زائد بعد نقص أو عدم , وهو على الله محال . ثم هي تقتضي زوجية . تقوم على التماثل . وهذه كذلك محال . ومن ثم فإن صفة(أحد)تتضمن نفي الوالد والولد . .
(ولم يكن له كفوا أحد). . أي لم يوجد له مماثل أو مكافئ . لا في حقيقة الوجود , ولا في حقيقة الفاعلية , ولا في أية صفة من الصفات الذاتية . وهذا كذلك يتحقق بأنه(أحد)ولكن هذا توكيد وتفصيل . .
الرد على الاحاديث:
1)حديث الحبر من الأحبار أن السماوات على اصبع و الأرضين على اصبع... حديث صحيح، و أن الرسول صلى الله عليه و سلم ضحك و قرأ الآية :"و ما قدروا الله حق قدره و الأرض جميعا قبضته يوم القيامة و السماوات مطويات بيمينه" يدل ذلك أنه صدق على كلام الحبر و إن كان اللفظ مختلف بين ما وجد عند هؤلاء الأحبار فى التوراة(القديمة) و بين ما أنزله الله فى القرآن و لكن المعنى مشابه. و هذه الآية و ما يشابهها من الأحاديث تدل على عظمة الله و عظيم قدرته التى تليق بحلاله و كماله، من غير تمثيل و لا تكييف و لا تعطيل...
2)أمثلة الرؤيا فى المنام:
أولا: رؤيا المنام لا تعنى رؤية الله على الحقيقة أبدا أبدا، و لا دليل على ذلك
ثانيا: بعد التحقق من صحة الأحاديث على موقع الدرر السنية وجدت الآتى:
أ) "رأيت ربي في صورة شاب أمرد عليه حلة حمراء"
الراوي: عبدالله بن عباس - خلاصة الدرجة: مرفوع [وروي موقوفاً من طريق فيه متهم] - المحدث: الذهبي - المصدر: تلخيص العلل المتناهية - الصفحة أو الرقم: 26
معنى سند الحديث أن فيه متهم، أن الحديث لا يصح و أنه ضعيف، و بالطبع الحديث الضعيف لا يستدل به.
ب) "رأيت ربي جعدا أمرد . عليه حلة خضراء"
الراوي: عبدالله بن عباس - خلاصة الدرجة: [فيه] حماد بن سلمة له أوهام - المحدث: الذهبي - المصدر: ميزان الاعتدال - الصفحة أو الرقم: 1/593 ، معنى أن أحد الرواه له أوهام، أن كذلك السند ضعيف و لا يستدل به.
ج)" أن محمدا رأى ربه في صورة شاب أمرد دونه ستر من لؤلؤ قدميه أو رجليه في خضرة "
الراوي: عبدالله بن عباس - خلاصة الدرجة: [فيه] حماد بن سلمة له أوهام - المحدث: الذهبي - المصدر: ميزان الاعتدال - الصفحة أو الرقم: 1/594 ، كذلك كالذى قبله!
د)"رأى ربه تعالى في المنام في أحسن صورة شابا موفرا رجلاه في خف عليه نعلان من ذهب على وجهه فراش من ذهب"
الراوي: أم الطفيل امرأة أبي بن كعب - خلاصة الدرجة: في إسناده مروان بن عثمان، ضعفه أبو حاتم وأعله ابن حبان بالانقطاع - المحدث: المعلمي - المصدر: التنكيل - الصفحة أو الرقم: 1/513
كذلك الحديث ضعيف و لا يستدل به،
أما إنه مكتوب فى كتاب كنز العمال، فليس معناه أن ذلك الكتاب معصوم من الخطأ، و لا دليل على أنها أحاديث صحيحة، و معلوم أن هناك كتب الصحاح و يفضل الاستشهاد بها، و ليس من الكتب الضعيفة.
و أحب أن أختم بهذه الآية العظيمة:
"و قل الحمد لله الذى لم يتخذ ولدا و لم يكن له شريك فى الملك و لم يكن له ولى من الذل و كبره تكبيرا"
ايات الخوانكي