حفصة المغربية :: المديرة العامة ::
عدد المساهمات : 1471 نقاط : 2383 السٌّمعَة : 8 تاريخ التسجيل : 14/08/2010 الموقع : المغرب
| موضوع: ملف كامل عن عاشوراء بالصوررررر --- لا تتعجب!! السبت ديسمبر 11, 2010 10:11 am | |
|
ربما يفاجأ الكثير عند رؤية مظاهر الدماء وضرب الفرد لنفسه بالسيف أو الجنزير أو النساء وهي تلطم الخدود والشوارع وهي غارقة بالدماء علي شاشات التلفاز فلا تستغرب فنحن الآن في رحاب أوائل شهر المحرم موسم الاحتفال بعاشوراء الذي تختلف مظاهر الاحتفال به من دولة لأخري ونحن نفتح هذا الملف ونحاول التعرف عليها وعلي أبعادها .
عادات الشيعة
عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم يعتقد بعض المسلمون السنة وبعض اليهود أنه اليوم الذي نجى الله فيه موسى وقومه من آل فرعون وتنقل بعض كتب السنة ان النبي محمد صلى الله عليه وسلم صيامه عندما علم أن يهود المدينة يصومونه وقال :" أنا أولى بموسى منهم ويقابل هذا اليوم عند اليهود يوم كيبور".
يصادف هذا اليوم يوم معركة كربلاء التي خاضها الحسين بن علي ضد يزيد بن معاوية بعد رفضه تقديم البيعة له، هو يوم ثورة المظلوم على الظالم ويوم انتصار الدم على السيف كما يسميه المسلمون الشيعة،
في هذا اليوم استشهد الحسين بن علي عليه السلام على يد شمر بن ذي الجوشن بعدما رفض الحسين مبايعة يزيد بن معاوية على أن يكون أمير المؤمنين. وقد اصطحب الحسين معه عياله وأولاده ذاهبا الى الكوفة حيث وصلته رسائل من سفيره (مسلم بن عقيل ) بأن الكوفيين يريدونه خليفة وانهم سوف ينصرونه ، ويقول الشيعة بان جيش يزيد ارغمه -وهو في طريقه- على النزول بتلك الأرض ومنعوا منه ومن أهله وجيشه الماء مماأضطره لقتالهم. في هذا اليوم اعتاد الشيعة في كل عام على أن يحيوه ويحيوا مراسم العزاء والنحيب على سبط النبي محمد صلى الله وعليه وآله وسلم.
وتنتشر هذه المراسيم بشكل كبير في إيران والعراق والكويت والبحرين ولبنان وباكستان وفي بعض المناطق الصغيرة في البلدان العربية كالسعودية وسوريا ومصر.
واحتفالات الشيعة بعاشوراء هو اساس الاحتفالات والشيعة شيعة "علي" أي أنصار علي بن أبي طالب وهي طائفة من المسلمين ترى أن رسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم كان يجب أن يخلفه علي بن أبي طالب أبن عمه وزوج ابنته، ولا يعترفون بالخلافة عن طريق الشورى التي انتهت بتولي أبو بكر الخلافة ، لذا يخطئ الشيعة الخلفاء الثلاثة أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان ويتهمونهم بأنهم اغتصبوا القيادة من علي.
مظاهر احتفالهم
لذلك يرفض الشيعة نهج السنة وطوروا مع الزمن نهجاً خاصًا بهم رفع من شأن الإمام أمير المؤمنين علي أبن أبي طالب ونسبوا له صفات فوق بشرية .
وفي الوقت الذي لا يعترفون به بالخلافة يؤمن الشيعة أن عليا و أبنائه أئمة في الناس بعد رسول الله بنص ورثوا عنه العلم والعصمة وطاعتهم واجبة وأن لهم مقام لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل وأن إمامتهم وخلافتهم لرسول الله منصوص عنها بالوحي في أصل القرآن..
العقيدة
يعتمد الشيعة في علومهم وفي تلقي الدين على ما تم توارثه من أئمة آل البيت، وينكرون الاحتجاج من غيرهم كالصحابة. ولا يؤمن الشيعة بعدالة جميع الصحابة وبذلك فإنهم لا يصححون كثيرا مما صح عند أهل السنة في كتب الحديث السنية من أمثال صحيح البخاري أو صحيح مسلم. إلا أن لهم في ذلك مصادر أخرى متعددة من كتب الحديث أمثال كتاب من لايحضره الفقيه و كتاب الاستبصار وكتاب الكافي للإمام الكليني وغيره.
فالشيعة هم القائلون بوجوب الإمامة والعصمة ، ووجوب النصِّ من الله سبحانه وتعالى على الإمام ( عليه السلام ) بواسطة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، حيث نصَّ على ولاية علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يوم الغدير .
أصول الدين عند الشيعة
أصول الدين لا يجوز فيها التقليد , بل على كل مكلّف أن يعرفها بأدلّته وهي اعتقاد وايمان:
•التوحيد :وهو ان يعرف الانسان إلها خلقه, واوجده من العدم وبيده كل شئ, فالخلق , والرزق والاعطاء والمنع, والاماته , والاحياء , والصحة , والمرض, كلها تحت ارادته ( انما امره اذا اراد شيئا يقول له كن فيكون) وهو الله جل جلاله
• العدل : ان الله جل جلاله عادل لا يظلم احدا ولايفعل ما ينافي الحكمة, فكل خلق او رزق او عطاء او منع , صدر عنه هو لمصالح , وان لم نعلم بها ,كما ان الطبيب اذا داوى احد بدواء علمنا ان فيه الصلاح , وان لم نكن نعرف وجه الصلاح في ذلك الدواء.
• النبوة :وهو الايمان بنبوة نبي اخر الزمان الرسول الكريم محمد ابن عبد الله (صلى الله عليه واله وسلم) واتباعه واجب كما قال الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم(ومن يتبع غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين) صدق الله العلي العظيم
• الإمامة : تؤمن فرق الشيعة كافة بوجود إمام يرث العلم عن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) و هو المسؤول عن قيادة الأمة الإسلامية بتكليف من الله عز و جل , ففي الاعتقاد الشيعي ان الله تعالى لن يترك الأمة الإسلامية بدون قائد مكلف .
• المعاد : ان الله تعالى يحيي الانسان بعد ما مات ليجزي المحسن بما احسن و يجزي المسيئ بما اساء فمن امن وعمل الصالحات , يجزيه الله بالجنة, ومن كفر وعمل السيئات , يجزيه بجهنم
الشيعه العراقيين يحتفلون بعيدهم
فروع الدين عند الشيعة فروع الدين التي يمكن فيها التقليد
الصلاة والزكاة والصوم والحج والخمسالجهاد الأمر بالمعروف النهي عن المنكر والولاء لاولياءالله والبراء من أعداء الله
مناطق الانتشار
يتركز تواجد الشيعة الإثنا عشرية بنسبة كبيرة في ايران والعراق وأذربيجان والبحرين, و بنسبة مهمة في كل من الكويت ولبنان وفي مناطق عدة كالقطيف والأحساء والمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية وفي مسقط و الباطنة في سلطنة عمان، وباقي دول الخليج العربي و باكستان وافغانستان والهند وفي دول آسيا الوسطى.
ويتواجد الشيعة الإسماعيلية في نجران في المملكة العربية السعودية و الهند , أما الشيعة الزيدية فيتركز تواجدهم في اليمن.
الخلاف السني الشيعي
يعود تاريخ الخلاف الذي يعرف اليوم بالخلاف السني- الشيعي في أصوله إلى خلاف سياسي ظهر مع عصر الخلفاء الأربعة المعروفين عند السنة بالخلفاء الراشدين، وهو يدور اليوم بشكل رئيسي حول إمامة علي بن أبي طالب و أحقيته بالخلافة والنزاع الذي دار بين علي و معاوية من جهة و علي و أصحاب الجمل من جهة أخر بعد فتنة مقتل عثمان .
إلا أن هذا الخلاف ما لبث ان تعمق بعد ذلك وخاصة بعد ما لقي الشيعة على يد الحكام الأمويين والعباسيين والذين بذلوا كل ما يستطيعون لتضييق الخناق على أئمة الشيعة وأتباعهم مما زاد من الهوة بين الحكم و الشيعة و زاد من احساس الفرق الشيعية بالظلم .
ورغم أن الخلاف بدأ سياسيا وعقائديا يتناول مسألة الإمامة و أحقية الخلافة إلا أنه تحول بعد ذلك الى خلاف عقائدي و فقهي أعمق عندما ترسخت نظرية الإمامة الشيعية و التي تعتقد أن الإيمان بإمامة آل البيت من أصول الدين وظهور المذاهب الفقهية الأخرى المخالفة. وكان الشيعة يخطئون أبو بكر و عمر و ليس معاوية وحده ( كان الكثير من أئمة أهل السنة يؤيدون نظرة الشيعة في تخطئة معاوية في خروجه .
والشيعة في احتفالاتهم بعاشوراء يختلفون من دولة لاخري ومن طائفة لاخري الا انه هناك سمات عامة يشتركون فيها.
إيران والعراق.. حالات خاصة
تعتبر إيران والعراق هي نبط الشيعة حيث يتمركز اغلبية الشيعة بها وبناء عليه تكون الاحتفالات بها اكثر حماسة وكثافة وفي نفس الوقت اكثر دموية
ففي ايران نجدها اخذت منذ اعلانها جمهورية اسلامية على حث الناس لإحياء هذه الامور وهذه العبادة بل و تمول الشيعة في كل مكان لكي يقيمون احتفالات كبيرة جدا لهذه العبادة و الغريب ان بعض هؤلاء الشيعة لا يجدون قوت يومهم و مع ذلك ايران تمول هذه الاحتفالات و تنساهم بحجة الدين و التشيع ولم تحظ ذكرى عاشوراء وواقعة كربلاء من إحياء واهتمام حيوي في أي مكان كما حظيت في إيران،
فمنذ أن ظهرت الدولة الصفوية (في القرن الخامس الهجري)، واتخذت التشيع مذهبًا رسميًا لها، أضحت عاشوراء وواقعة كربلاء كحدث تاريخي عظيم وطقس مذهبي ديني طابعا شيعيا في صدر اهتمامات الدولة، وقد أفرطت الدولة في ذلك الاهتمام والاعتناء بالذكرى والواقعة واستغلالها لإرساء قواعد سيطرتها على الشعب، وربما كان من نتائج ذلك الإفراط في تشديد الخلافات بين أهل السنة والشيعة في المجتمع الإيراني.
أدخل الصفوية في الذكرى أمورًا لم تكن فيها من قبل فقاموا بوضع الأناشيد والأشعار العزائية والمراثي، وتعيين وتمويل من يتولى إنشادها في مختلف المناسبات الشعبية، وخاصة في يوم تاسوعاء ـ عاشوراء، وإنما وقع هذا موقع القبول وسط الشعب الإيراني؛ لأن هذا الشعب ـ كبقية الشعوب ـ يحتاج إلى أبطال وعمالقة شعبيين يأخذهم أسوة وقدوة في القيام ضد الظلم والدفاع عن الحق وحماية المظلوم، ففي الثقافة الشعبية الإيرانية، وكذلك التاريخ الحضاري والأدبي الإيراني نجد أبطالا ورموزًا تتأسى بهم الشعوب في الكرم والشجاعة والدفاع عن المظلوم. و"الشاهنامة" (شاهنامة فردوسي) أوضح وأكبر مجموعة لتاريخ هؤلاء الأبطال وأعمالهم.
وواقعة عاشوراء (كربلاء) وشخصية الإمام الحسين وأصحابه حلت محل هؤلاء الأبطال وأعمالهم؛ وذلك لكونها متعلقة بالإسلام وأهل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد دخول الإسلام في إيران، وبعد انتشار المذهب الشيعي فيها.
لم يذهب ما أحدثه الصفويون من الزيادات في إحياء مناسبة ذكرى عاشوراء بسقوط الدولة الصفوية، بل استمر الناس في إقامة تلك الطقوس قرونًا حتى وقوع الثورة الإسلامية؛ فقد أُدخل أمر إحياء هذه الذكرى –شأن كل الأمور الدينية- في جدول أعمال مؤسسات الثورة والدولة، وقد تم تعديل وحذف بعض الطقوس والعادات التي أدخلها الصفويون، مثل ضرب الجسم بالقطع الحديدية والسكاكين إظهاراً للحزن والعزاء على الحسين وأصحابه، فأصدر آية الله "علي الخامنئي" فتوى تحريم هذه الفعلة،
النساء تلطم الخدود
وتولى "المرتضي المطهري" مقارعة ومكافحة التحريفات في خصوص إحياء ذكرى عاشوراء في كتاباته، ومحاضراته، وتأليف كتاباً سماه "حماسة حسين" وبيَّن فيه التقاليد المحرفة والمنحرفة وحذر الناس منها.
ولا تزال الدولة ومؤسسات الثورة تهتم بأمور إحياء الذكرى، وذلك عبر اللجان المختصة لهذا الأمر، ولكن ما تقوم به الدولة والمؤسسات لا يساوي إلا (5%) تقريبًا من التكلفات، ويقوم الناس بتوفير (95%) الباقي، وذلك في شكل التبرعات والنذور والأوقاف من قبل الناس، إذ يشهد الشارع الإيراني المشاركة الواسعة في إحياء ذكرى عاشوراء في المدن الإيرانية المختلفة، يشترك الناس من كل الأوساط الشعبية لإحياء الذكرى، وحدث في السنوات الأخيرة أن أهل السنة وحتى المسيحيين واليهود والمجوس يشتركون في العزاء. فأهل السنة يحيون الذكرى لما ورد من فضائل حول يوم عاشوراء، وكذلك عزاءً وأسفاً على ما أصيب به جمع من خيار الأمة في واقعة كربلاء. وأما المسيحيون واليهود والمجوس الإيرانيون فإنهم يحيونها مشاركة لأبناء بلدهم الشيعة الذين يشكلون الأكثرية في إيران، وكذلك لأنهم يرون أن ما حدث في كربلاء كان مقاومة ضد الظلم والطغيان، ويقولون: إن من قتل أولاد الأنبياء هم الظالمون.
وفي العراق بحسب موقع الاستخبارات الامريكية يشكل الشيعة من 60%-65% فنجد في الأول من المحرم "الحرام" تبدأ قصة عاشوراء بإلقاء ظلالها الشفيفة بالحزن، وكأنها تلقي بغلالات مؤلمة على الوجوه، ثم ما تلبث أن تصبح طقسا يتسع ويتصاعد حتى يبلغ ذروته في العاشر من المحرم، وفي ذلك اليوم تخلع الحياة على نفسها رداء أسود يشير إلى اعتراف الناس بحزنهم وهم يستعيدون وقائع معركة الطف في كربلاء عام 61 للهجرة.
لقد باتت قضية عاشوراء جزءا من الموروث الشعبي في العراق، خاصة أنها استأثرت بوجدان الناس منذ مئات السنين لتنمو على هيئة قصة ترتبط في التاريخ بأكثر من آصرة، ولتكون نوعا من الميثولوجيا (الأساطير) القابلة إلى التوسع والخيال والإضافة، لكنها ما دامت تؤلف هاجسا شعبيا لدى البسطاء فقد أحيطت بهالة من الحزن الذي يؤرخ لمأساة إنسانية عاشها الإمام الحسين وعائلته قبل أكثر من ألف عام.
وإذ ترك العراقيون اليوم كثيرا من طقوس عاشوراء لأسباب عديدة، فإن أشياء أخرى ما زالت باقية توثق أن الناس يرتبطون بالمناسبة لمكانتها الشعبية أكثر من دليلها الديني أو التاريخي.
ويعود بنا الباحث الفلكلوري عبد الله الجابري إلى فترة ما قبل السبعينيات فهو يكشف لنا عن واقع آخر، ففي ذلك الوقت -كما يقول- كان الناس يستقبلون عاشوراء باهتمام حيث ترتدي النسوة قاطبة ثيابا سوداء، ويمتنع المجتمع من أداء فروضه المفرحة كالأعراس أو احتفالات الختان ويمنع الناس على أنفسهم سماع الأغاني والموسيقى، وتبدأ البيوت برفع رايات ذات ألوان سوداء وخضراء وحمراء ولكل لون معنى، ثم تقام مجالس العزاء في الأحياء والجوامع والساحات وفي القرى والأرياف ومضائف رؤساء القبائل وعيون المجتمع.
وفي هذه المجالس يقوم الشيخ أو القارئ بسرد قصة المعركة التي استشهد فيها الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، لكنه يجعلها في إطار درامي محزن؛ حيث يذكر الكثير من الوقائع والقصص الجانبية التي تخيلها القراء والشعراء عبر حقب عديدة، ثم ما لبثت أن أصبحت جزءا من وقائع المعركة.
فعلى سبيل المثال يجعل هؤلاء القراء الأيام العشرة موزعة على جنود الإمام وأهل بيته.. لكل شهيد يوم ثم يتصاعد البناء القصصي لينتهي باستشهاد الإمام الحسين وأهل بيته الذين قاتلوا إلى جانبه، وهو اليوم العاشر من محرم عام 61 هجرية في كربلاء على نهر الفرات.
صدام يحظر الاحتفال
وكان نظام صدام حسين قد حد بقوة من كثير من مظاهر الاحتفال الشيعي بتلك المناسبة الدينية الهامة، ومنع نظام صدام حسين مظاهر الحزن التي تتضمن جلد الذات وخروج الدماء من الجسد، واضطر الشيعة للاحتفال به سرا .
وكذلك لم يرحب عراق صدام حسين بالحجاج الإيرانيين إلى كربلاء، وذلك من منطلق أن إيران كانت عدوة لصدام حسين ودخلت في حرب ضد العراق في الثمانينيات.
وكان الشيعة في العراق عرضة لاضطهاد كبير في فترة حكم صدام حسين، على الرغم من أنهم يشكلون أغلبية بين مسلمي العراق.
ومنذ الإطاحة بصدام أصبح هذا الاحتفال ينظم علانية ويجذب محتفلين من إيران ومناطق أخرى
مظاهر متباينة للاحتفال
وتوجد العديد من الدول التي يكون الاحتفال فيها بعاشوراء اقل وطاة وقي نفس الوقت اقل دموية
البحرين
وفي البحرين الامر ليس مختلف كثيرا البحرين حيث تعقد ثلاثة مآتم يوميًا في الصباح والظهيرة والمساء وتُتلى فيها وقائع كربلاء وسيرة شهداء آل البيت، وذلك حتى السابع من المحرم، حيث تبدأ المواكب الرسمية بالخروج إلى الشوارع. وتخرج المواكب عادة في الليل ما عدا يوم عاشوراء، حيث تخرج صباحًا وعصرًا فقط؛
والبحرين هي الدولة الخليجية الوحيدة التي تخرج فيها مواكب اللطم إلى الشوارع، فيما يمارس اللطم داخل الحسينيات في الدول الخليجية الأخرى. ويخرج كل مأتم أو حسينية موكبًا، وكما هو الحال في كربلاء، تتبع مواكب البحرين تراتبية الأحياء والمهن. ففي مدينة المحرق، مثلاً، تسمى الأحياء بمهن سكانها، وهناك مأتم خاص بالبناءين وآخر بالصاغة وثالث بالحداد... إلخ، كما توجد مآتم للجماعات الإثنية المختلفة؛ فمثلا، للشيعة من أصل إيراني مأتم يخرج موكبه الخاص به.
في اليوم السادس من المحرم، تبدأ في حسينيات البحرين التلاوات التي يترافق معها تشبيه مقتل أحد أبناء آل البيت، بعد أن تكون التلاوة قد سردت فضائله. والشائع أن يتم تشبيه مقتل خمسة من آل البيت، خلال الأيام الأربعة أو الخمسة الأخيرة من الذكرى وهؤلاء هم: العباس، القاسم، علي الأكبر، عبد الله الرضيع، والحسين. ووقائع سير الشهداء الخمسة مستقاة –أو مستوحاة- من مبالغات وردت في رواية أبي مخنف في تاريخ الطبري، ومن إضافات أسطورية لاحقة، وردت في كتابات الشيعة الشعبية.
لبنان
وللمآتم في لبنان تراتبية اجتماعية لها صبغة سياسية واضحة فرغم وجود حسينية في كل قرية شيعية تمارس فيها الشعائر بصيغتيها الدينية والفلكلورية فإن مآتم من نوع خاص تقام في منازل الشخصيات المتنفذة من الطائفة. فمثلاً، كان كامل الأسعد "رئيس مجلس النواب الأسبق" يحرص على إقامة مأتم في منزله، رغم أنه لم يعرف عنه التدين. ويحرص نبيه بري، رئيس حركة أمل والرئيس الحالي لمجلس النواب، على عقد مأتم في منزله كذلك. ويعتبر عقد المآتم في منازل وجهاء الطائفة، مقياسًا لنفوذهم في الأوساط المحسوبة عليهم في مناطقهم الانتخابية؛ خاصة إذا ما كان الوجيه زعيم تنظيم سياسي، أو يجمع في شخصه بين الوجاهة الاجتماعية التقليدية، والنفوذ السياسي أو الاقتصادي في الحاضر.
أما المثقفون الشيعة فيشغلون الحسينيات كنواد تعقد فيها المحاضرات الثقافية، فضلاً عن الاجتماعات العامة في المناسبات السياسية الهامة. وقد برز هذا الدور الثقافي – السياسي للحسينيات إبان الحرب الأهلية في السبعينيات والثمانينيات، وتجدر الإشارة إلى أن خريطة التوزع السياسي لشيعة لبنان ظهرت خلال العقدين الأخيرين في ثلاثة مآتم كبرى هي: المأتم الحاشد الذي يعقده حزب الله في مناطق البقاع والنبطية والضاحية الجنوبية من بيروت، ويشارك فيه عشرات الآلاف،
مسيرة عاشوراء بلبنان
وهو أكبر المآتم عددًا وأكثرها تشددًا في ممارسة الشعائر؛ ويليه من حيث الحجم المأتم الذي تقيمه حركة أمل في حسينيات الضاحية الجنوبية من بيروت.
أما المأتم الثالث، فتعقده المؤسسة العاملية، التي يشرف عليها المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الذي كان يرأسه قبل وفاته الشيخ "محمد مهدي شمس الدين"، وهذا الاحتفال كان أقرب إلى مناسبة وطنية عامة منه إلى مأتم؛ إذ يأخذ هذا الاحتفال طابع تجمع لبناني عام يحضره مندوبون رسميون عن الدولة والطوائف الإسلامية والمسيحية وأعضاء من البعثات الديبلوماسية، وكان يعقد في العاشر من المحرم فقط، ويقتصر على الخطبة الرسمية التي يلقيها الشيخ شمس الدين، وخطب الوفود من رجال الدولة وزعماء الطوائف الإسلامية والمسيحية، وتتضمن الخطب في العادة شؤون الساعة من قضايا سياسية واجتماعية، وبعضها يعرج على ما يجب تعلمه من ثورة الإمام الحسين ضد الظلم.
وهكذا في كل عام تتكرر شعائر الذكرى مرئية ومسموعة ومشبهة، وللشبيه فيها – كما للشعائر– مضامين وإيماءات معروفة سلفًا لجمهور المشاهدين المشاركين. والشبيه هو عرض مسرحي يشير إلى المضامين الدينية والسياسية للشهادة، أكثر بكثير مما يهدف إلى تمثيل دور الشهيد. ورغم الاعتقاد السائد بأن تمثيل المقتل يقتصر على الحسين دون باقي الشهداء، فإن الشبيه يحصل في حالات أبرز شهداء آل البيت، والأكثر تميزًا بين أصحاب الحسين.
المغرب
المتجول في هذه الأيام في الشوارع المغربية لا يشك أن البلد يعرف حربا أهلية شعواء؛ فمن حي إلى حي ومن زقاق إلى آخر آذناك لا تسمع إلا دوي انفجارات متتالية ومتنوعة؛ فهاهنا تجمّع لأطفال الحي حول بائع المتفجرات النارية يترصدون فرائسهم من المارة، ويكون سعيد الحظ فيهم من يستطيع إفزاع وإرباك المارين، دون استثناء للسن أو الجنس، ولا يهم العواقب .
والغريب في الأمر أن هذه الظاهرة في تزايد مفرط من حيث الكم والكيف فبعدما كان الأطفال وحدهم من يتراشقون بهذه الألعاب النارية، تجاوزتهم في السنتين الأخيرتين لتشمل حتى الشباب (20-27)، والذي شجع على ذلك في اعتقادي هو هذا التزايد المفرط في إنتاج أنواع نارية قوية، كما يلجأ في غضون هذه الأيام بعض الأطفال -لا يتجاوز عمرهم عمر الزهور- إلى التسول باسم "حق عايشور" لا يملون من الطلب والارتزاق، هذا يصدهم...
لو انتقلنا إلى شق الرجال والنساء فإننا نلاحظ ازدحاما بحلول عاشوراء على باعة الفواكه اليابسة (كاوكاو- اللوز- الكركاع- الحمص- التمر-…) على طول أرصفة الشوارع المكتظة؛ حيث يتوافد الأزواج لشراء ما طاب من هذه الفواكه للزوجات والأولاد، ناهيك عن مصاحبة الأباء أبناءهن وبناتهن لشراء الألعاب المتنوعة (دمى - أسلحة نارية - سيارات – دراجات- آلات موسيقية...)..
وفي ليلة التاسوعاء يجتمع أبناء الحي ونساؤه على شكل دائري حول نار يشعلونها في العجلات المطاطية أو الأخشاب؛ النساء والفتيات يطبلن بالدفوف ويغنين بأهازيج قديمة، والأطفال يرقصون ويطوفون حول النار المستعرة، ويسمونها "ليلة شعالة".. ومن النساء من يغتنمنها فرصة لتزويج بناتهن عبر استخدام أحجبة الساحرات والمشعوذين في هذه الليلة كما تقوم الفتيات خاصة والنساء عامة بتقطيع أطراف شعورهن
وبمطلع شمس عاشوراء تستيقظ بعض النساء باكرا ويغسلن رأسهن بعشر حفنات من الماء؛ وهو ما يسمى بـ"تعشير الرأس" -ثم بعد ذلك تفتتح معارك مائية على المارة بدون استثناء؛ حيث يقوم الأطفال والفتيات والشبان بملء "السطول" بالماء ورش المارة به ولو بالعنف، وهو ما يسمى بـ"زمزم
عمان
وتقام المآتم الحسينية في عدد كبير من مدن عُمان خلال العشرة الأولى من شهر محرم وقد شيد العمانيون لذلك "حسينيات" يجتمع فيها عدد كبير من الناس مكونين حلقة كبيرة يتوسطها منشد يقرأ مرثية على الإمام الحسين، ويقوم المشاركون بترديد مقطع من مقاطع المرثية ويقومون بحركة دائرية في ضمن الحسينية وهم يلطمون بأيديهم على صدورهم بضربات رمزية خفيفة، وفي إيقاع متواصل مع صوت المنشد الذي يقود حركة المشاركين الكبيرة بصوته الجهوري الحزين.
سوريا
نجد الشيعة منذ اليوم الأول يجتمعون في إحدى الدور الفسيحة ويقوم واحد منهم برواية الفجيعة على الجميع فيبدأ البكاء والنحيب والعويل وضرب كف بكف واللطم على الصدور والرؤوس قائلين: "آه، ليتنا كنا معهم"، وتتجلى سحابة ألم وحزن عميق، ثم يقرأ ما تيسر من القرآن الكريم، ويعود كل واحد إلى بيته مبللا بالدموع.
وهكذا كل يوم حتى العاشر من محرم؛ حيث ينظم موكب حافل من شيعة دمشق بكافة أحيائها، ويسير الموكب متجها إلى قرية "السيدة زينب" التي تبعد حوالي 25 كم عن العاصمة، ويتقدم الموكب الرجال الأقوياء وبأيديهم العصي والحراب القصيرة، وفي الوسط تابوت مجلل بالبياض إشارة إلى تابوت الشهداء وخلفهم الشيوخ فالنساء وأصوات الصراخ والبكاء تملأ الموكب، ويضرب الناس على رؤوسهم وأجسامهم حتى يصلوا قبر السيدة زينب، وهناك تقام بعض مراسم الأدعية والصلوات والذكرى، وبعضهم يبقى ثلاثة أيام بلياليها، ومنهم من يعود إلى داره.
أما السُنة فإنهم يشتركون بالتفجع والآلام والبكاء على ما حدث لآل الرسول (صلى الله عليه وسلم)، ولكن بدون صياح أو ضرب، مما لا يرضاه الدين، علاوة على ذلك، يصوم المسلمون في العاشر من محرم "عاشوراء"، ثم يفطرون على طعام الحبوب، ظنا أن ذلك يُعد عملا بسنة سيدنا نوح عليه السلام عند نزوله من السفينة إثر الطوفان ويوزعون من هذا الطعام على الفقراء والجيران.
كان هذا جانباً مما أورده "محمد حلمي العلاف" في كتابه " تاريخ دمشق مطلع القرن العشرين"؛ حيث تقام طقوس "عاشوراء" في كل المدن الإسلامية تقريبا ومنها دمشق.
وكما أن لكل المواسم احتفالاتها الخاصة فإن للحزن احتفاليته أيضا وذلك رغم الفارق اللغوي الكبير بين كلمتي احتفال وحزن، يتجلى ذلك بأفضل صورة في اليوم الأول للسنة الهجرية الشريفة حيث يبدأ شهر محرم الذي تقام في أيامه العشرة الأولى طقوس إحياء ذكرى مقتل الإمام الحسين الذي تعتبره المذاهب الإسلامية على اختلافها الشهيد الأول في تاريخ الإسلام.
في هذه الأيام، تبدو فضاءات أحياء منطقة السيدة زينب في دمشق -التي يعتبر أغلب ساكنيها من الإيرانيين والعراقيين- مجللة بسواد لافتات قماشية كتب عليها دعوات للمشاركة بمجالس العزاء وإحياء ذكرى الحسين رضي الله عنه.
مصر
تمثل مصر حالة مختلفة وذلك تبعا لوضع الشيعة بها حيث ان الشيعة بها يمثلون اقلية كما ان الموقف الرسمي في التعامل معهم يتسم بالخشونة وعدم الاعتراف بهم الا انه نشرت حركة كفاية علي موقعها الالكتروني خبر يؤكد ان الدولة سمحت لهم باقامة الحسينات والمآتم .
ونجد ان الاحتفال بعاشوراء تاريخي اكثر منه موقف ديني فنجد انه في العصر الفاطمي في مصر اتخذ الاحتفال بهذا الشكل شكلاً رسميًا وأصبحت مصر تحتفل به وتعتبره عيدًا من أعيادها الرسمية ولكنه على العكس من الأعياد الأخرى كلها كان عيد حزن وبكاء ففي هذا اليوم كانت تعطل الأسواق وتقفل الدكاكين ويخرج الناس ومعهم المنشدون إلى الجامع الأزهر وتتعالى أصواتهم بالبكاء والنشيد، وعندما نقلت رأس الحسين إلى القاهرة وبني لها المشهد الحسيني كان خروج الناس إلى هذا المشهد لا إلى جامع الأزهر.
وكانت صفة الاحتفال أن يحتجب الخليفة عن الناس وفي أول النهار يركب قاضي القضاة والشهود بملابس عادية ويذهبون إلى المشهد الحسيني فإذا جلسوا فيه ومعهم قراء الحضرة والمتصدرون في الجوامع جاء الوزير فجلس في الصدر وعلى جانبيه القاضي والداعي.. ويبدأ القراء في قراءة القرآن، ثم ينشد جماعة من الشعراء شعرًا في رثاء أهل البيت عليهم السلام، وذلك لمدة ثلاث ساعات يستدعون بعدها إلى القصر فيدخل قاضي القضاة وداعي الدعاة ومن معهما إلى باب الذهب فيجدون الدهاليز قد فرشت بالحصر بدل السجاد، فإذا اكتمل هذا الجمع بدأ القراء يقرءون والمنشدون ينشدون للمرة الثانية، ثم تمد موائد تسمى "سماط الحزن"؛ لأنه يختلف عن أسمطة الأفراح والأعياد فلا تقدم فيه الحلوى والأطعمة الفاخرة، وإنما تقدم فيه ألف زبدية من العدس الأسود، والعدس المصفى، والملوحات والمخللات، والأجبان والألبان الساذجة وعسل النحل، والخبز والفطير المصنوعان من الشعير، وقد غير لونهما قصداً، ويدعى الحضور والناس للأكل من هذا السماط، وفي ذلك الوقت يمر النواح بالأسواق يرفعون أصواتهم بالبكاء والنحيب والإنشاد.
وعندما انتهى العصر الفاطمي وبدأ العصر الأيوبي السني تغيرت طريقة الاحتفال بهذا اليوم واعتبر ملوك بني أيوب هذا اليوم فرحا وسرورا، يوسعون فيه على عيالهم ويكثرون من الأطعمة الفاخرة ويصنعون ألوان الحلوى ويكتحلون، وذلك جريا على عادة أهل الشام التي سنها لهم الحجاج في أيام عبد الملك بن مروان ليرغموا بذلك آناف الشيعة، وظل هذا التقليد -وهو الاحتفال بيوم عاشوراء على النمط الذي رسمه العصر الأيوبي- متبعاً في عصر المماليك وفى العصور التالية، غير أن هذا الاحتفال صحبه خلال العصور المختلفة كثير من الخرافات التي انمحى بعضها الآن نتيجة لانتشار التعليم والثقافة، وبقي البعض الآخر متداولا في القرى وفي الأحياء الشعبية.
فمن هذه الخرافات أن العامة في مصر كانوا يعتقدون أن الجن يزورون بعض الناس في إحدى الليالي العشر من المحرم، وفي اعتقادهم أن الجن يظهرون أحيانا على هيئة سقَّا يسمى "سقا العشر"، ومن هذه العادات المتبعة في يوم عاشوراء إطلاق البخور ضد الحسد، ويطوف بعض الباعة في الشوارع يبيعون الميعة "بخور" المباركة وهم ينادون عليها بصوت ملحن: "يا بخور عاشورا المبارك.. يا بركة عاشورا المبارك.. أبرك السنين على المؤمنين يا ميعة مباركة".
ومن العادات التي لا تزال متبعة حتى الآن لون من الحلوى يصنعه الناس في هذا اليوم ويسمونه "عاشورا"، وهو نوع يصنع من الحبوب أو من القمح عادة، وهو الذي يطبخ على شكل البليلة المعروفة.. ثم يصفى ويضاف إليه اللبن والسكر وبعض الياميش مثل الجوز واللوز والبندق.
هذه بعض العادات التي صحبت عاشوراء، خاصة التوسعة على العيال مثل ذبح الطيور وإقامة الموائد وطبق عاشوراء…إلخ
دول غير اسلامية
أما في الهند فيتفق أغلب المؤرخين على أن بداية الاحتفالات بذكرى استشهاد الحسين في الهند تعود إلى زمن تأسيس الدولة المغولية في بداية القرن السابع عشر وكانت في البدء على شكل مجالس عزاء "نوحخاني" و"روضخاني".
وإلى جانب "نوحخان" و"روضخان" هناك مراسيم وشعائر وطقوس أخرى يدعوها الهنود بـ"زيارت" وهي مواكب عزاء وعروض مسرحية شعبية بسيطة تقام بصورة خاصة، يوم عاشوراء ويوم الأربعين، حيث ينصب مسرح شعبي يبنى من خشب البامبو، وتنصب أمامه أعلام كثيرة وبأشكال وألوان مختلفة ترمز إلى رايات الحسين وأهل البيت.
وقد يوضع أحيانا كف ذهبية أو نحاسية تدعى "پنجه" وترمز هذه الكف إلى يد العباس بن علي الذي قطعت يداه حينما ذهب لجلب الماء من نهر الفرات. وهناك الضريح وهو حجرة صغيرة لها قبة مدورة، وترمز إلى القاسم بن الحسن.. ثم يأتي "فرس الحسين" المدعو "ذو جناح" وهو أبيض اللون ذو سرج ثمين وملون بألوان زاهية.
وخلال الاحتفالات بعاشوراء تقدم "تبريكات" وهي أنواع من المأكولات والمشروبات الباردة التي توزع على الناس مجانا.
ويحمل "الضريح" في موكب يخترق شارع المدينة الرئيسي مع مجموعة من الخيول المطهمة والأعلام السوداء ومجموعات من الجنود.
وفي المساء تقام مجالس التعزية في الحسينيات "إمام برا" ويتبعها عزاء الزناجيل "شيني زاني" ثم عزاء الغرباء "شامة غريبان".
أما في باكستان فقد بدأت تلك الاحتفالات في القرن الرابع عشر الميلادي، وخصوصا في منطقة "بلتستان" المعروفة باسم "التبت الصغرى" حيث أقيمت الحسينيات في كل بقعة من بقاعها وتسمى هناك "مأتم سرائي" ويسمى القارئ "سوز خوان" وأكثر ما تبدأ المجالس بعد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ثم بقراءة شيء من شعر الشاعر الإيراني الشهير "وصال".
ويعرض الشعراء في مراثيهم لصبر الحسين وأصحابه وثباتهم وتبيان مبادئهم وأثر المأساة في النفوس الإنسانية السليمة. كما أن المرثية على العموم تبدأ أول ما تبدأ بأبيات تمهيدية في وصف الدنيا وغدرها، ثم في عرض موقف من مواقف كربلاء.
ومن أكبر وأهم مواكب العزاء في باكستان موكب "الزناجيل" الذي يتكون من مجموعات عديدة كل فرد منهم يحمل في يده مجموعة من السلاسل الصغيرة التي تنتهي بسكاكين حادة الجانبين وعلى صوت "النوحخان" يضرب حاملو السلاسل الحديدية على ظهورهم وتسيل منها الدماء وترفع في بداية المواكب أعلام عديدة وملونة. ومن أهم تلك الأعلام "راية العباس" وهو علم أخضر اللون يرفع عاليا في المواكب أو "الإمام برا" وقد كتب عليه "يا عباس".
أما في إندونيسيا فإن ذكرى استشهاد الحسين في شهر المحرم، لها حرمة كبيرة لدى المسلمين هناك بوجه عام، ويسمى شهر المحرم "سورا". ويطلق على المأتم الحسيني في سومطرة ذكرى "التابوت". وفي اليوم العاشر من المحرم يقام تمثيل رمزي لاستشهاد الحسين. أما في جزيرة جاوا، فلهذا اليوم تقدير خاص وعادات خاصة؛ إذ تطبخ الشوربا فقط على نوعين من اللونين الأحمر والأبيض.. ثم يجمع الأولاد وتقسم الشوربا عليهم. وهذا رمز للحزن العميق بجمع الأولاد الصغار والأطفال وذلك تصويرا لليتم والحزن.. أما اللون الأحمر فهو رمز للدماء الطاهرة المراقة، واللون الأبيض رمز للخلاص والتضحية.. وإلى اليوم يعتبر شهر محرم وصفر من كل سنة عند الكثير من الإندونيسيين شهرين محترمين لهما مكانتهما في القلوب.. فلا يقيمون فيهما أفراحا، ولا يعقدون زواجا ولا يجرون زفافا.. فالمعتقد السائد أن من أقام أفراحا في هذين الشهرين قد يصيبه نحس.. أما في مقاطعة "أجيه" بسومطرة الشمالية فيسمى شهر المحرم "شهر حسن وحسين".
أما في بورما فيحتفل الشيعة بذكرى استشهاد الحسين من أول محرم، ثم تخرج مواكبهم في اليوم العاشر منه وتستمر حتى شهر صفر، وقد تسربت إليهم بعض التقاليد الهندية فيقوم فيهم خلال المواكب من يمشي على الحجر، ويقيمون رمزا لمقام الحسين في كل بلدة وهو عبارة عن صورة مصغرة للمقام في كربلاء ويطلقون عليه اسم كربلا.. ففي خارج رانغون "كربلا" وفي خارج مانيلا كذلك "كربلا".
أما في تايلاند فالعزاء الحسيني يقام على أتم مظاهره في بانكوك وبعض أنحاء تايلاند ويشترك الشيعة كلهم في هذه المراسم العزائية التي تقرأ فيها فاجعة الطف بتفاصيلها، كما يلبس المشتركون في هذه المناحات، بهذه العشرة الحزينة وخاصة يومي التاسوعاء والعاشوراء اللباس الأسود.. كما أن تقليد توزيع الخيرات وإطعام المساكين في هذه العشرة الحزينة، قائم بأتم وجه بين مختلف الطبقات هناك.
أما في بريطانيا، فإن أول مجلس عزاء حسيني أقيم هناك كان في العام 1962 وذلك في حي "ريجنت موسك" القديم.. ويذكر أن أول من قرأ واقعة الطف هو البريطاني عبد الله لبنس هوبت، الذي كان "كولونيل" في الجيش البريطاني وعاش في العراق لمدة خمس سنوات. وفي أثناء إقامته هناك تعرف على مراسم العزاء الحسيني التي كانت تقام في المدن العراقية. ولاحظ أن كثيرا من الشيعة يذهبون لزيارة المشاهد المقدسة في النجف وكربلاء والكاظمية، مما أثار حب الاستطلاع لديه، الأمر الذي دفعه لدراسة الإسلام، وانتهى إلى اعتناقه على المذهب الإمامي الإثني عشري، ولذلك عندما عاد إلى بريطانيا حرص على إقامة هذه المجالس وكان أول من قرأ رواية مصرع الحسين في العاصمة البريطانية.
وتقام في لندن سنويا مسيرة حسينية في اليوم العاشر من المحرم وتنطلق من الهايد بارك وتنتهي بالمجمع الإسلامي، ترفع خلالها الأعلام والرايات السود التي تعبر عن الحزن في هذه المناسبة.. ومن المثير للانتباه قيام احتفالات وطقوس بيوم عاشوراء في جزر الكاريبي.. فقد نشر الصحفي بهجت منصور ريبورتاجا حول يوم عاشوراء هناك.. ففي مدينة "بورت أوسباني" عاصمة جزيرة تريننداد في البحر الكاريبي قرب كوبا، يقوم المسلمون كل عام بإعداد هودج كبير مطعم بالذهب والفضة وملون بألوان زاهية، ويحملونه في مسيرة كبيرة يوم عاشوراء، حيث يشارك في تلك الاحتفالات كثير من الهنود مع الكاريبيين.. ويسير الجمهور المحتشد وراء "الهودج" تحف بهم الطبول والآلات الموسيقية، وهي تعزف أنغاما حزينة وتطوف شوارع العاصمة.. وينتهي الموكب بهتافات المحتفلين بحياة الحسين ثم إلقاء "الهودج" في البحر لتحمله الأمواج الصاخبة إلى الأعماق.
يتبع..... ان شاء الله
عدل سابقا من قبل حفصة في السبت ديسمبر 11, 2010 12:30 pm عدل 1 مرات | |
|
ياسر :: ضيف اثنا عشري ::
عدد المساهمات : 24 نقاط : 27 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 17/08/2010
| موضوع: رد: ملف كامل عن عاشوراء بالصوررررر --- لا تتعجب!! السبت ديسمبر 11, 2010 11:02 am | |
| قست القلوب فلم تلن لهداية تبا لهاتيك القلوب القاسية تبكيك عيني لا لأجل مثوبةً لكنما عيني لأجلك باكية
السلام على الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين | |
|
حفصة المغربية :: المديرة العامة ::
عدد المساهمات : 1471 نقاط : 2383 السٌّمعَة : 8 تاريخ التسجيل : 14/08/2010 الموقع : المغرب
| موضوع: رد: ملف كامل عن عاشوراء بالصوررررر --- لا تتعجب!! السبت ديسمبر 11, 2010 12:33 pm | |
| السلام على الحسين وعلى اولاد الحسين واباء الحسين
هنيئا لك يا حسين الشهادة فانه الفوز واعظم به من فوز فلم البكاء عليه وقد ادرك اعلى عليين من جنات النعيم
ونسأل الله ان يلحقنا بك في جنات النعيم
جوزيت خيرا على المرور اخي ياسر وهداك الله | |
|
حفصة المغربية :: المديرة العامة ::
عدد المساهمات : 1471 نقاط : 2383 السٌّمعَة : 8 تاريخ التسجيل : 14/08/2010 الموقع : المغرب
| |