هل سيدنا هارون أخو موسى ـ عليه السلام ـ شقيق أم من الأم فقط، لقوله لسيدنا موسى (يا ابن أم لا تأخذ بل

بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فإن سيدنا هارون عليه السلام أخ لسيدنا موسى عليه السلام من أبيه وأمه ، فهو شقيقه ، وليس أخاه من أمه فقط ، وفقا للراجح ، كما ذكر المفسرون ، وقوله " يا ابن أم " تذكير له بصلة الأمومة لاستجلاب عطفه وقت غضبه .

يقول الدكتور عبد الرحمن العدوي ، الأستاذ بجامعة الأزهر :
قد ذكر الله قصة غضب موسى ـ عليه السلام ـ في سورتي الأعراف وطه، وجاءت الآيات بسبب هذا الغضب، وما فعله موسى مع أخيه هارون، وما أجاب به هارون ـ عليه السلام ـ حتى هدأ الغضب عن موسى، وأخذ ألواح التوراة التي كان ألقاها من شدة غضبه لما رأى قومه قد ضلوا وعبدوا العجل في غيابه عنهم، وتذكر الآيات تفاصيل هذه الواقعة بأبلغ أسلوب، وأعظم بيان، وأحكم عبارة؛ لأنه كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد.

ففي سورة الأعراف يقول الله تعالى: (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين). ثم ذكرت الآيات ما كان من شأن موسى حين طلب من ربه أن ينظر إليه، وما حدث من دك الجبل، وصعق موسى، وعبادة قومه للعجل وهو غائب عنهم، إلى أن قال تعالى: (ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفًا قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين).

وفي سورة طه قول الله تعالى: (فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفًا قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدًا حسنًا أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي..) إلى قوله تعالى: (قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن أفعصيت أمري قال يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إن خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي).

إن الآيات تحكي مأساة موسى وهارون مع بني إسرائيل الذين عبدوا العجل، وكادوا يقتلون هارون حين وعظهم واستفظع كفرهم بعد إيمانهم، وكيف أن موسى قد استبد به الغضب إذ رأى قومه يكفرون بالله، ويعبدون العجل بعد ما شاهدوا من المعجزات، ونجاهم الله من عدوهم فألقى الألواح، وأخذ برأس أخيه يجره إليه، فاستعطفه أخوه وذكره بصلة الرحم عن طريق الأم مصدر الحنان والرحمة، فقال: (يا ابن أم) ليكون أرق وأنجع عنده، وإلا فهو شقيقه لأبيه وأمه.

وهو الصحيح كما ذكره الإمام ابن كثير فقال في تفسيره :" وإنما قال " { ابن أم } ليكون أرق وأنجع عنده وإلا فهو شقيقه لأبيه وأمه " وقال الإمام القرطبي : " وكان ابن أمه وأبيه . ولكنها كلمة لين وعطف .

والله أعلم.

منقول

» الرسول صلى الله عليه وسلم يدفن علي بن أبي طالب مع سيدنا نوح عليه السلام في قبر واحد
» قصة سيدنا يوسف عليه السلام
» قصص الانبياء قصة لوط عليه السلام-10
» قصة يوسف عليه السلام
» قصص الانبياء قصة هود عليه السلام-5