هذا مستخلص للفصل الثالث للكتاب (سياحة في عالم التشيع ) وبعنوان (صيام رمضان)
الشيخ الدكتور طه الدليمي
1 - التلاعب بالصيام والاستهانة بامره أمرا عجبالقد أخضع للمآرب والمقاصد السياسية دون مراعاة لوجود رب عظيم . او استشعار لمسؤولية ملايين المسلمين الذين يفطرون اول الشهر فلا بد لهم من صيام يوم او يومين من ايام العيد !! فالهلال لا يهل من جهة المغرب – كما هو المعروف والمعتاد – وانما ينتظر خبره من جهة ( المشرق ) !. وهؤلاء ( أهلَ المشرق هداهم الله ) يتعمدون مخالفة مسلمي الارض جميعا وكل عام فلا يصومون بصومهم ولا يفطرون معهم ، لا لشيء الا لعزل جمهور الشيعة عن بقية المسلمين عزلاً تاماً في العقائد والشرائع والشعائر والمشاعر .
كم مرة رأينا المسلمين يصومون والهلال أمسى تراه حتى عور العيون ، واولئك كأنهم عمي لا يبصرون . وكذلك وهم يفطرون ، ويعيدون !
وهكذا.. وعلى مر الايام وتعاقب الدهـور مع تراكم القلـق والشك في ( اللاشعور ) صار عوام الشيعة منطبعين على نفسية مفعمة بالشك وعدم الاطمئنان الى شيء . لذلك تراهم يسبقون رمضان بعدة ايام ليضمنوا عدم فوات شيء منه حتى صار ذلك عادة اشتقوا لها اسماً هو ( التسبيق ) . وهذا دليل على ان هؤلاء المساكين غير واثقين - في اعماق شعورهم - ولا مقتنعين بتوقيت احد ، وان كانوا يدافعون عنه جدلاً وعنادا .
انه حل وسط كي لا ينقطع الخيط بين عدم اقتناعهم او ثقتهم وبين ما ينبغي ان يكونوا عليه من الثقة والاقتناع !
لكنه الانشطار بين الاعتقاد والعمل .. النظرية والتطبيق الذي مهد الطريق لتبلور نفسية معقدة ترى الحق وتجحده رغم وضوح الدليل ! والا فأي دليل أصرح وأوضح من هلال يرى بالعين العادية المجردة ؟!
حدثني خالي رحمه الله تعالى أنه نزل الى السوق في ثاني او ثالث يوم من ايام عيد الفطر فمر على محل صديق له شيعي. كانت الشمس ساعتها تزحف نحو المغيب ، يقول : فوجدت صاحبي لا يزال صائماً ! قلت له : الا ترى الهلال ؟!! انظر – وأشرت بيدي إليه – كان الهلال في تلك اللحظة يرتسم كالسيف في صفحة السماء رغم ان الشمس لا زالت ترسل آخر اشعتها ! غير أن صاحبي رفض – وبشدة – ان ينظر الى حيث أشير رغم إلحاحي ومحاولاتي المتكررة ! ولا أدري لماذا أغلق دكانه وذهب بعدها الى داره مسرعاً !
وهكذا والمأساة تتكرر كل عام ، فاستهان الناس بهذا الركن العظيم وشعيرتين عظيمتين هما الاهلال بالصيام أول رمضان والافطار أول شوال !
عذار مفضوحةتساهل الاصحاب في اعذار الافطار : لقد أوجبوا الافطار في السفر ولأدنى مسافة ! ويحتالون لذلك بحيل لا تخلو من طرافة مثل ان يذهب طالب ايام الامتحانات ليستفتي فيفتى بأن يسافر في كل يوم سفرا قصيرا الى منطقة قريبة وتحسب له المسافة ذهابا وإيابا ! ومنها وجوب الافطار بمجرد عبور أي نهر .
ويجب الافطار على من ادرك الفجر وهو جنب لم يغتسل والمصيبة انهم لا يؤكدون على قضائه
الجماع في نهار رمضانوللجنس نصيب في فتاوي رمضان! من فضلك اقرأ هذه الفتوى :
(لا يبطل الصوم اذا قصد التفخيذ فدخل في أحد الفرجين من دون قصد . ولو قصد الجماع وشك في الدخول او بلوغ مقدار الحشفة بطل صومه ولكن لم تجب الكفارة عليه )
(منهاج الصالحين – للخوئي 1 / 263 .) !! .
ما هو شعورك وأنت تقرأ هذا الكلام ؟!
وهل بقي بعده من حرمة او هيبة لشهر الصيام ؟!
واقرأ هذه الفتوى: (من المفطرات تعمد الجماع الموجب للجنابة، ولا يبطل الصوم به اذا لم يكن عن عمد)
(المسائل المنتخبة – للخوئي / مسألة 498 / 168 .) .
ان المصيبة في هذه الفتوى ليس فقط في تدريب القارئ على ان تستسهل نفسه اتيان مثل هذه الامور، وانما في قصرها الإفطار على ما أوجب الجنابة ! فهناك جماع يوجب الجنابة، وهناك ما لا يوجب! فتكون اللواطة بالذكر ليست من المفطرات الا على سبيل الاحتياط ؛ لأن الحكم على اتيان الذكر بالجنابة على الاحوط لا على اليقين!! وإذا لم تصدق راجع هاتين الفتويين لرئيس الحوزة في زمانه:
- الجماع في قبل المرأة ودبرها يوجب الجنابة للرجل والمرأة ولا يترك الاحتياط في وطء غير المرأة في الواطئ والموطوء
(أيضاً ص14-15 .).
و( غير المرأة ) هنا ليس غير الرجل !
- ومما تتحقق به الجنابة الجماع: ويتحقق بدخول الحشفة في القبل أو الدبر من المرأة . وأما في غيرها فالأحوط لزوما الجمع بين الغسل والوضوء للواطئ والموطوء فيما إذا كانا محدثين بالحدث الأصغر وإلا يكتفي بالغسل فقط
(منهاج الصالحين - للخوئي 1/47 مسألة (172))
نكاح البهيمةيجيز محمد الصدر نكاح البهيمة قبلاً ودبراً دون أن يؤثر ذلك في صحة صومه بشرط عدم الإنزال! ويؤكد على أنه لا ضرر إذا كان الإدخال كاملاً. أما إذا أدخل الصائم ذكره في دبر رجل فصومه صحيح ما دامت الحشفة لم تدخل فيه بتمامها، وبشرط عدم الإنزال. وإلا فإن الفعل حلال زلال!! وهذا نص كلامه:
التصرف الأول: أن يدخل الرجل (ذكره) في (قبل أو دبر البهيمة).
وهنا يمكن تصحيح الصوم ، بالرغم من ذلك التصرف ، وإن كان الأفضل والمحبذ شرعاً هو البناء على عدم صحة الصوم. هذا إذا لم يسبب الإنزال. أما إذا سببه فسيبطل الصوم من جهة الإنزال.
التصرف الثاني: أن يدخل الرجل (ذكره) في (دبر ذكر آخر).
وهنا إذا دخلت الحشفة بتمامها بطل الصوم . أما إذا لم تدخل بتمامها فلا يبطل الصوم ما لم يسبب الإنزال فيبطل الصوم حينئذ من جهة الإنزال.
التصرف الثالث: أن يدخل الرجل (ذكره) في (قبل أو دبر الصبية غير البالغة).
وهنا كما في التصرف الثاني.
التصرف الرابع: أن يدخل الرجل (ذكره) في (غير القبل أو الدبر من المـرأة أو الصبية أو الرجل أو الصبي أو البهيمة).
وهذا لا يكون مؤثراً على صحة الصوم ما لم يسبب الإنزال فيبطل الصوم حينئذ من جهة الإنزال...
التصرف الخامس: أن تدخل (المرأة) (غير ذكر الرجل أو الصبي) في (قبلها أو دبرها) سواء كان الشيء الذي تدخله من سائر أعضاء جسد الرجل أو الصبي أو جسدها أم كان نوعاً آخر. وهذا لا يؤثر على صحة الصوم
(منية الصائمين ص 97، 98 ، محمد صادق الصدر ، الطبعة الأولى ، 1419 هـ ، 1998م).
ترى..! أي نوع من الحثالات يتخرج على مثل هذه الفتاوى؟!!!
المُلاّيات و (المُلاّيين) والملايينورمضان – بعد ذلك وقبله – موسم تكثر فيه (الملايات) وهن يدرن بين البيوت يقمن حفلات اللطم والنياحة التي يسمونها بـ(القراية).
و( الملالي ) كذلك يكثرون ..! يقرأون ( المقتل ) وبالبكاء والشهيق يتظاهرون . ولا تسل عن العلاقة بين رمضان وهذه الطقوس فذلك سر لا يعلمه الا ) الروزخون) !.
إنها وسائل متازة ومربحة لكسب المال، وإصلاح الحال أليس رمضان هو شهر ( الخير والبركة)
وهكذا.. عطل القرآن في شهر القرآن ، أزيح هذا ( العائق ) من الطريق ، ووضع مكانه النياحة والبكاء وصار رمضان موسماً لجمع المال وفرصة للاختلاط والاختباط !
هل هذا ما تركنا عليه ( اهل البيت ) ( عليهم رضوان الله ) ؟!
حاشا لله ! بل علّموا وبلّغوا . ولكن الأدعياء هم الذين خالفوا وعصوا ! فقد روت المصادر الشيعية نفسها :
- عن أبي عبد الله (ع) في قوله عز وجل : ولا يعصينك في
معروف قال : المعروف ان لا يشققن جيبا ولا يلطمن خدا ولا يدعون ويلا ولا يتخلفن عند قبر ولا يسودن ثوبا ولا ينشرن شعرا.(فروع الكافي 5 / 527 . )
- وعن أبي جعفر (ع) قـال : تدرون ما قوله تعالـى : ولا يعصينك في معروف ؟ ان رسول الله (ص) قال لفاطمة (ع) : اذا أنا مت فلا تخمشي عليّ وجهاً ولا تنشري عليّ شعراً ولا تنادي بالويل ولا تقيمي عليّ نائحة . قال ثم قال : هذا المعروف الذي قال الله عز وجل (المصدر السابق) .
- وفي رواية أخرى عن ابي عبد الله (ع) عن النبي (ص) : لا تلطمن خدا ولا تخمشن وجها ولا تنتفن شعرا ولا تشققن جيبا ولا تسودن ثوبا ولا تدعين بويل (نفس المصدر)