بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد :
هنا سأثبت إن شاء الله رجوع الإمامأبي الحسن الأشعري رحمه الله تعالى من الاعتزال والأشعرية إلى السلفية ومروره بثلاثة مراحل في حياته رحمة الله عليه :
وهذه ن أقوال كبار العلماء في الموضوع :
قال الامام ابو بكر بن فورك رحمه الله تعالى (تبيين كذب المفتري صــــ128)
"ا نتقل الشيخ ابو الحسن الاشعري علي بن إسماعيل الاشعري رضي الله عنه من مذهب المعتزله الى نصرة مذاهب السنه والجماعه بالحجج العقليه وصنف في ذلك الكتب"
وقال الإمام ابن خلكان في وفيات الأعيان(3/284)
"هو صاحب الأصول والقائم بنصرة مذهب السنه... وكان ابو الحسن أولاً معتزلياً ثم تاب من القول بالعدل وخلق القرآن في المسجد الجامع بالبصره يوم الجمعه"
وقال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلأ(15/89)
"وبلغنا أن أبا الحسن تاب وصعد على منبر البصره وقال :إني كنت أقول بخلق القرآن... وإني تائب معتقد الرد على المعتزله"
وحتى أقطع الطريق على كل من سيتحجج بتوقفه عند مرحلة الطريقة الكلابية وعدم انتقاله للسلفية كمرحلة أخيرة أقول :
هذه المرحلة الأخيرة يدل على ثبوتها أمور:
أولا: أنها مرحلة قد أثبتها المؤرخون وعلى رأسهم الحافظ ابن كثير وهو من هو في التاريخ وسعة الإطلاع.
فقال: "فذكروا للشيخ أبي الحسن الأشعري ثلاثة أحوال :
أولها: حال الإعتزال التي رجع عنها لا محالة.
الحال الثاني: إثبات الصفات العقلية السبع وهي: الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام.وتأويل الخبرية كالوجه واليدين والقدم والساق ونحو ذلك.
(((وفي هذا الطور سلك طريقة ابن كلاب أبي محمد عبد الله بن سعيد بن محمد بن كلاب البصري المتوفى سنة 240هـ راجع كتاب العقل والنقل لابن تيمية ج2 ص5 طبعة حامد فقي رحمه الله.)))
الحال الثالث: إثبات ذلك كله من غير تكييف ولا تشبيه جريا على منوال السلف وهي طريقته ف(الإبانة)التي صنفها آخرا)"
انظر كتاب البداية والنهاية جـ11
وأشار إليها الذهبي في السير فقال: ((قلت:رأيت لأبي الحسن أربعة تواليف في الأصول , ذكر فيها قواعد مذهب السلف في الصفات وقال فيها :تمر كما جاءت ثم قال :وبذلك أقول وبه أدين ولا تؤول.))
جـ 15 صـ 86
بل ونص عليها في كتابه- العرش- قائلا: "ولد الأشعري سنة ستين ومائتين,ومات سنة أربع وعشرين وثلاثمائة بالبصرة رحمه الله,وكان معتزليا ثم تاب,ووافق أصحاب الحديث في أشياء يخالفون فيها المعتزلة,ثم وافق أصحاب الحديث في أكثر ما يقولونه,وهو ماذكرناه عنه من أنه نقل إجماعهم على ذلك,وأنه موافق لهم في جميع ذلك,فله ثلاث أحوال: حال كان معتزليا,وحال كان سنيا في بعض دون بعض,وحال كان في غالب الأصول سنيا , وهو الذي علمناه من حاله"
صـ 302 . 303
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية " إن الأشعري وإن كان من تلامذة المعتزلة ثم تاب,فإنه تلميذ الجبائي,ومال إلى طريقة ابن كلاب ,وأخذ عن زكريا الساجي أصول الحديث بالبصرة.
ثم لما قدم بغداد أخذ عن حنابلة بغداد أمورا أخرى,وذلك آخر أمره كما ذكره هو وأصحابه في كتبهم"
مجموع الفتاوىجـ 3 صـ 228
و من أسباب انتقاله إلى السنة وتركه للمذهب الكلابي التقاؤه بمحدث البصرة الحافظ زكريا الساجي وهو الذي أخذ عنه معتقد أهل السنة.
قال الذهبي في ترجمة الساجي: "وكان من أئمة الحديث أخذ عنه أبو الحسن الأشعري مقالة السلف في الصفات واعتمد عليها أبو الحسن في عدة تآليف"
سير أعلام النبلاء جـ 14 صـ 198
وقال في العلو: "وكان الساجي شيخ البصرة وحافظها، وعنه أخذ أبو الحسن الأشعري الحديث ومقالات أهل السنة" .
صـ 205
فهل يشك انسان في رجوع مؤسس المذهب الأشعري عن أشعريته إلى عقيدة السلف الصافية ؟!