قالوا أن القرآن من صنع محمد !!! خسئوا وخابوا ...

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا ومولانا محمد وعلى اله وصحبه الطيبين الطاهرين وبعد :

أتيت لكم من الحظيرة(عفوا منتدى سباب لعان) أيضا بهذه الشبهة الفريدة من نوعها والتي اصابتني بالذهول والغثيان.

فكيف بالله عليكم لرسول الله النبي الامي الذي لا قرأ ولا خط بيمينه أن يأتي بمثل هذا القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ولا حتى اية واحدة من مثله ؟؟

والذي أعجز به الله صناديد قريش رغم ضلوعهم في علوم اللغة. وتحداهم أن يأتوا بسورة واحدة. بل وتحدى الخلق كله من انس وجان أن يأتوا بمثله وإن اجتمعوا له ؟ !!

غريب والله.

نأتي الآن الى الشبهة المقيتة والتي سأقتبسها أيضا كما وردت على لسان عابد الصليب.

وهي تتعلق بالاية التنالية:

قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر : 53]

اقتباس :: تعودنا ان محمد يضع كلمة "قل" قبل ما يريد ان يقوله و كان الله من امره ان يقول هذا الكلام

مثل

قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)الكافرون
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)الفلق
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)الناس

و غيرها كثير من الايات التى يجعل محمد الله يأمره ان يقول هذا الكلام

و هنا نأتى للسقطة التى ورط نفسه فيها

لنقرا سورة الزمر :

قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)
وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54)

نجده يقول قل "يا عبادى" !

و لا يمكن ان يخاطب محمد الناس ب "يا عبادى"

فمحمد تورط بوضع كلمة "قل" كما تعود

لكنه اخطأ اذ تسرع لان هذا الكلام لا يمكن ان يخرج الا من الله نفسه فكيف يامر الله محمد ان يقول للناس "يا عبادى"

فهل محمد يساوى نفسه بالله مثلا جاعلا من الناس عبيد له !

و كان لابد له من حذف كلمة قل ليستوى المعنى حيث يقول الله "يا عبادى" و ليس محمد من يقولها !

اذن ما تفيقوا و ماذا تريدوا اكثر لتكتشفوا ان محمد هو مؤلف القران الحقيقى و سقطاته اظهرت هذا !

فسبحان الذي خلق هؤلاء القوم وجعل في رؤوسهم عقولا متحجرة وفي صدورهم قلوبا غطاها الران والحقد الاسود على الحق وأهله.

الان الى

الــــــــــــــــــــــــــــــرد:

اسفل

اللهم صل على محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والسلام على انبياء الله الهداة المطهرين امين.

هل يجرؤ أحد على حذف وتغيير كلام الله وان كان ملكا مقربا أو نبيا مرسلا !!! ؟؟؟

يقول الحق سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر : 53]

يتبادر الى ذهن من ليس له دراية بعلوم اللغة العربية واصولها ان في هذه الاية خطأ. وهذا ما حصل المسيحي المسكين. فصاريتشدق بأن الرسول قد ألف هذا القرآن من عنده رغم أنه لم يستطع احد على مر السنين والقرون أن يأتي بمثله ولن يستطيع مهما علا صيته في البلاغة أو بلغ مراتب أسمى في علوم اللغة . وان اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا باية واحدة مثله فلن يستطيعوا ابداا.. قال تعالى : قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً [الإسراء : 88]

وهذا تحد واضح وصريح من الله تعالى لكل انسان سولت له نفسه ان يحاول الاتيان باية واحدة من مثله . وان استطاع فليفعل. ولن يستطيع وان ساعده الجن كلهم والانس.

نأتي الان إلى دحض هذه الشبهة البسيطة:

بخصوص الاية موضوع الشبهة : قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر : 53]

نرى في هذه الاية اية اخرى من ايات الاعجاز اللفظي واللغوي التي يبقى العقل البشري عاجزا عندها.

وبمراجعة كتب اللغة والنحو - ليس كتب التفسير فحسب - نجد تفسيرا مقنعا لهذه الاية الكريمة . اذ أنها تحوي فنا رائعا من فنون اللغة وهو ما يسمى بالالتفات.

هذا الفن معروف في البلاغة العربية وموجود بغزارة في القرآن الكريم .. وهو من أعلى فنون البلاغة التي تدل على براعة المتكلم وتمكنه من أدواته اللغوية .

فماهو الالتفات؟

الالتفات عند أهل البلاغة والبيان : ( التعبير عن معنى من المعانى بطريق من الطرق الثلاثة : التكلم والخطاب والغيبة بعد التعبير عنه بطريق آخر منها ) .

وسمى بذلك : لأنه مأخوذ من التفات الإنسان عن يمينه وشماله ، فهو يقبل بوجهه تارة كذا ، وتارة كذا ، وكذلك يكون هذا النوع من الكلام خاصة ، لأنه ينتقل فيه من صيغة إلى صيغة، ومن خطاب إلى غيبة ، ومن غيبة إلى خطاب ، إلى غير ذلك من أنواع الالتفات.

ويسمى أيضا : ( شجاعة العربية ) ، وإنما سمى بذلك ، لأن الشجاعة هى الإقدام ، وذاك أن الرجل الشجاع ، يركب ما لا يستطيعه غيره ، ويتورد ما لا يتورده سواه ، وكذلك هذا الالتفات فى الكلام ، فإن اللغة العربية تختص به دون غيرها من اللغات .

وللالتفات ست صور في اللغة:

1 : الانتقال من التكلم إلى الخطاب . 2 : الانتقال من التكلم إلى الغيبة . 3 : الانتقال من الخطاب إلى التكلم . 4 : الانتقال من الخطاب إلى الغيبة . 5 : الانتقال من الغيبة إلى التكلم . 6: الانتقال من الغيبة إلى الخطاب .

وكل هذه الصور موجودة في القران الكريم باستثناء الصورة الثالثة فلا يوجد لها شاهد فيه.

فما معنى التكلم والخطاب والغيبة؟

ينبغي العلم أولاً أن هناك طرفي للحوار ( مُوجِه الكلام ـ موجه إليه الكلام ) . فإذا تكلم الشخص عن نفسه أو بالنيابة عن جماعة استعمل ضمائر المتكلم . وإذا تكلم عن مَن يوجه إليه الحوار أو جماعته استعمل ضمائر المخاطب ,
وإذا تكلم عن طرف ثالث خارج طرفي الحوار ولو كان حاضراً يسمع الحوار استعمل ضمائر الغيبة .

ثانيا: لإلتفات يستعمل في الكلام لمعاني بلاغية قد توصل للمستمع دلالات قد لا تصل بكثير من الكلام.

وسأمثل لكم بمثال من الواقع.

قد يأتي مدير الشركة إلي أحد رؤساء الأقسام فيجد تحته مرؤوساً قد أخطأ خطأً ما ، فيوجه كلامه إلي رئيس القسم مع أن هذا العامل المخطئ حاضر أمامه فيقول له :
قل أنت رجل مهمل .

ما الأثر النفسي الذي تركه المدير في نفس هذا العامل؟ ، فهو بالإضافة لكونه سمع نقد مديره له بإضافته للإهمال فهذا المدير لم يوجه له الكلام كأنه لا يستحق أن يوجه له الكلام مباشرةً ..

ثالثا: الأية ها هنا : استعمل فيها الإلتفات من ضمير الغيبة إلي ضمير الخطاب .

قال تعالي :
{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) } الزمر .

فقوله ( قل) فيه ضمير الغيبة (أي بالنسبة لعباده الذين اسرفوا )

وقوله ( يا عبادي ...) فيه ضمير المخاطب لما في النداء من توجيه مباشر لهم .

و(قل) ههنا تحمل في طياتها صفة العزة المدرجة في قوله تعالي {فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (209)} البقرة ، حتي لا يقدم العصاة علي معاصيهم ، ثم أعقبها بتوجيه الكلام إلي هؤلاء الصنف الذين اسرفوا علي انفسهم ليبين لهم أنه قريب منهم يجيب دعوة الداع إذا دعاه ، آمراً أياهم بعدم القنوط ( اليأس ) من رحمته .
كأن الله عز وجل يقول : قل يا محمد أي لهؤلاء المسرفين ما يأتي .....

ثم توجه إليهم مباشرة بقوله ليعلمهم أنه قريب منهم . فالمقام يحتاج لذلك فهم يائسون من رحمته فنهاههم عن اليأس .ففتح لهم باب رحمته. فلا يهلك يوم القيامة إلا من يستحق الهلاك لتكبره وعناده في الدنيا عن التوبة إلي الله .

لماذا لم يقل الله عز وجل ( قل لهم يا عبادي ...) ؟

اللام وضمير الغيبة هنا فيها دلالة البعد والمقام مقام رحمة فلم يستعمل الله عز وجل ضمير الغيبة إلا مرة واحدة واستعمل ضمير المخاطب مرات ومرات .

وهذا فيه ما يدل على واسع رحمة الله .

فتأمل سياق الأية :

{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) }

توجيه الله عز وجل كلامه إلي رسوله صلي الله عليه وسلم واعقبه بتوجيهه إلي عباده المسرفين مباشرة .

وبين القول
( قل لعبادي الذين اسرفوا علي أنفسهم ...)
هل ما فيه من دلالات يساوي ما في الأية من دلالات ؟؟

والحمد لله على نعمة العقل والتوحيد وأعظم بها من نعمة.

والحمد لله رب العالمين.

لا حول ولا قوة الا بالله

جزاك الله خيرا اختي على هذا الرد القوي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

» قالوا بأن الفتنة من بيت عائشة
» القرآن الكريم كاملا مرتلا بصوت امام وخطيب الحرم المدنى الشريف الشيخ / صلاح بن محمد البدير << بمساحة
» حكم التلقب في المنتديات بأسماء: " القرآن والسنَّة " أو " الله ربي " أو القرآن منهجي " ....
» وفاة الشيخ الفقيه محمد بن حمود الوائلي والشيخ محمد جميل زينو رحمهما الله .
» قالوا بأن الفتنة من بيت عائشة

~~ قالوا أن القرآن من صنع محمد !!! خسئوا وخابوا ...~~

قالوا أن القرآن من صنع محمد !!! خسئوا وخابوا ...