قبل هذا وفي موضوع اخر كنت قد نبهت على ضرورة تفادي النسخ واللصق وأن أي موضوع ينسخ ويلصق فسيتم
حذفه على الفور وبدون الرجوع إلى صاحب الموضوع
{كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف : 3] فهلا التزمتي بشرطك الذي وضعتيه ...
نحن لا ننكر ولا نشبه
نحن نؤمن بالله كما علمنا ائمتنا عليهم السلام فالإمام جعفر الصادق عليه السلام قال من زعم أنّ الله في شىء أو من شىء أو على شىء فقد أشرك، إسمعوا من زعم أنّ الله في شىء أو من شىء أو على شىء فقد أشرك إذ لو كان في شىء لكان محصورا ولو كان على شىء لكان محمولا ولو كان من شىء لكان محدثا أي مخلوقا.
عقيدتنا في الصفات
-------------------------
نعم لا تشبيه ولا نفي , فأن قلنا يد الله لا بمعنى اليد الجارحة لانه تشبيه , كما ان ذلك يستلزم التجزئة , اي له اعضاء والتجزئة تستلزم افتقار الكل الى اجزائه , اي الكل لا يتكامل الا باجزائه , والله هو الغني المطلق لا فقر ولا احتياج في ذاته المقدسة والفقر واحتياجه الى اجزائه محال على الله جل وعلا علوا كبيرا ,
اذن ماذا نفعل اذا قلنا له يد فقد شبهنا وان قلنا ليس له يد اذا نفينا , اذا لا يبقى الا ان نقول ان استعمال لفظ يد هنا مجازا وليس حقيقة اليد المعروفه , فتاتي بمعنى القوة والاستطالة والهيمنة ... فهذا اقرب للتوحيد وهذا ما نحن عليه وهو ( صرف الفظ الى المجاز ) وهذا من اصول لغتنا ولم نخرج عنها كقولك ( زيدُ اسد ) فليس المعنى من اللفظ هنا حقيقة الاسد وهو الحيوان المفترس بل يراد منه الشجاعة والاقدام اي ان (زيد في اقدامه وشجاعته كالاسد ) كون الاسد في لغة العرب يضرب للتعبير عن الشجاعة والاقدام .. وقول ( هذه البنت قمر ) فلا يراد منها هذا الكويكب المعروف عندنا وهو القمر , بل استعملت لفظ القمر مجازا للدلالة على جمالها وهكذا
وكذلك القرآن نزل بلغة العرب , فاذا ورد في القرآن مثل ( {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } , فلا يعني الاستواء الجلوس ( لان ذلك معناه الاحتواء وتحديده , لان العرش محدود , وكل مخلوق محدود , والله لايمكن ان نحده بحد تعالى عن ذلك علوا كبيرا ) فلابد من حمله على المعنى المجازي اي هيمن عليه , والعرش لا يُحمل على انه الكرسي , بل يحُمل المعنى على انه المُلك , والله هو المهيمن على الملك كله {يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [غافر : 16] ( فهذا ما نحن عليه في الصفات ) هذا ما عندنا ..
قال الامام الرضا ؛: للناس في التوحيد ثلاثة مذاهب: نفي وتشبيه وإثبات بغير تشبيه، فمذهب النفي لا يجوز، ومذهب التشبيه لا يجوز؛ لأن الله تبارك وتعالى لا يشبهه شيء، والسبيل في الطريقة الثالثة إثبات بلا تشبيه.بحار الأنوار: (3/262)، التوحيد: (100) .